احيانا تصيبنا الصدمات بالخرس....واحيانا اخرى تصيبنا بالجنون فنندفع في صراخ لا نفهمه....واحيانا اخرى تراق الدموع من جفوننا دون ان نحس......لم اشهد صدمة كما كانت صدمتي في تلك اللحظة......عماد قد فارقني....عماد الرجل الوحيد الذي احب واول من احببت في حياتي يريد مفارقتي.....رد فعلي كان خارج عن ارادتي ووعيي كذلك.....فلقد وجدت نفسي اغلغل اصابعي في خصلات شعري واشدها....وابكي....وانا فاتحة عيني لأخرها.....لا افهم ولا استوعب...وكل ما يخرج من فاهي كلمة (مستحيل....مستحيل...مستحيل)...... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&من وجهة نظر قلبي وحبه كان فراقنا مستحيل.....ان عماد زوجي....ارضي التي بنيت عليها مدينة احلامي كلها....قضى علي حين سحب الأرض من تحتي...وهدم كل احلامي ومشروعات احلامي حتى...لماذا.....انا لم افعل شيئا....لم ارتكب ذنبا....كل ما اردته هو ان اكون محترمة......كل ما اردته ان ابقي كلاما مثل كلامه الخارج بعد الزواج....هل انا حقا...لا احتمل...الهذا لم يحبني احد....الهذا لم يهتم بي احد لم يلحظني احد....وها انا اخسر اخر رجل.....لكن عماد يحبني....عماد يحبني.....اجل.....لابد وانه يمزح....نعم انه يمزح....انه مقلب.....ساراسله..... ساخبره ان يتوقف عن هذا المزح الثقيل......وهذا ما فعلت فعلا.....ولكني لم اتلقى اي رد.....ارسلت لها رسائل اخرى...اني احبه....واني لم ارتكب اي خطأ...وفي نهاية رسالتي سألته ان كان يستطيع العيش بدوني.....لم اتلقى اي اجابة....لم استحق حتى رسالة اجابة منه....لم استحق الرد...عاملني بمنتهى البرود وقلة الاخلاق ورماني في سلة مهملات ذكرياته...دون حرف.....هكذا بكل بساطة,......وليس هذا فقط....بل انه يحملني كل الذنب....
ايام طويلة....وليالي لم اتخيل ان يكون فيها العيش مؤلم لهذة الدرجة.....ساعات جعلتني اتمنى الموت....وانا لا ادري حقا هل انا حية ام ميتة...والبكاء عرض مستمر.....لم افعل اي شئ سوي الأستيقاظ والجلوس على سريري حتى المساء ثم النوم...لم اكن اكل إلا لقمة او لقمتين.....لم اكن اسرح شعري او اغير ثيابي لم اكن افعل اي شئ......كنت اعيش في كلمات تلك الرسالة التي قتلتني بالفعل.....احلل كل حرف فيها....اعيدها ثم انهيها ثم اعيدها.....لم ارد على تليفونات صديقتي آية....ولم ادخل النت مطلقا....لم اخرج من غرفتي....ولم اكن حتى افتح نور غرفتي احيانا......فقط استمع الى اغانينا....اغاني حبنا الجميلة....اغاني عبد الحليم....وتأتيني اغنية (جبار)....فيهيج قلبي معها وانهار باكية........ &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&كانت والدتي مستغربة مما جرى لي فجأة...وحين سالتني قلت لها اني سئمت من الحياة.....سئمت من حياة لا اعيش فيها إلا على هامش حياة الأخرين......طبعا لم اتمكن من اخبارها عن سبب شعوري هذا سوى اني بلا عمل وبلا اصحاب وبلا هدف في الحياة اساسا....لم تعلم اني هكذا لأني اصبحت بلا قلب....افترضت انها نوبة اكتئاب اكتسحتني دون سبب واضح وقررت ان تتركني (اتفلق)...حتى اعود لطبيعتي وحدي....
في اليوم التالي....دخلت على المنتدى....وجدت عماد موجود في المنتدى......شعرت بالكهرباء تندلع في كلي....انه امامي الشخص الذي اعشق والذي حرمت منه واكاد اتمزق شوقا له.......شارك عماد في المنتدى الايام الماضية جميعا ومازال يشارك.....وكأني كنت لا شئ....وكأني لم احدث في حياته.....اما ما جعلني افق من حالة الصدمة والحنين والشوق....هو انه قلب دفة قلبه إلى تلك المشاكسة.....وليس هذا فحسب بل انه اعلن هذا في كتابته لها وفي ردوده على مواضيعها.....لم اصدق ما ارى....هذا ليس عماد....ليست هذة شخصيته وليست هذة تصرفاته....عماد مثال للرجولة مثال للأخلاص.....هذة التصرفات لا تمر على تفكيره...كيف يمكن ان يفعلها.....لدرجة اني فكرت ان احدا قد سرق معلومات دخوله في المنتدى وانتحل شخصيته..... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&كان صعبا على تصديق ان عماد تغير وكان هذا الخاطر اسهل تصديقا......اذن انا هكذا....لا اساوي في نظره.....شعرت بغضب غير عادي....شعرت ان قلبي يؤلمني كما لو ان احدا يمزق احشائي ليخرجه.....انا لا استحق كل هذا....انا انسانة صادقة.....انا وهو بنينا الأحلام لنتزوج سويا.....لابد انه قد فقد عقله.....ولكن لا......يكفي هذا.....سادخل المنتدى كل يوم....وساشارك.....لأظهر له اني ايضا لم تنتهي حياتي عليه...حتى وإن كانت انتهت فعلا....حتى لو انه احب تلك الفتاة..فأنا واثقة انها لن تحبه مثل ما انا احببته...
كنت كل يوم ادخل ملفه الشخصي....اراقب تحركاته...اقرأ كل حرف يكتبه...احاول ان ابحث عن نفسي في حروفه....عن حبي في شعوره......عن اشتياقه لي في مواضيعه...لكني لم اجد شيئا ذات قيمة....كنت لا احس بما اكتب في المواضيع والأقسام....كنت ارحب بالأعضاء الجدد وانا حتى لا اقرأ اسماءهم او ماذا يكتبون عن انفسهم.....انظر للمواضيع فأجدها جميعا معادة.....ومنقولة....وكأن كاتبي المواضيع قد ماتوا.....والكل يناقش نفس المواضيع.....مرارا وتكرارا...والآراء السطحية تتكرر مرارا وتكرارا......كنت ضجرة غاضبة حانقة هائجة لا احس بما اكتب او ما افعل وساعات يومي بلا شئ فكنت ابقى من الصباح وحتى المساء على مواضيع المنتدى لتشغلني عن هوسي بعماد...... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&لكني بدأت الاحظ شيئا غريبا يحدث معي.....لاحظت ان الأعضاء يعاملوني معاملة مختلفة.....لاحظت الشفقة في كلماتهم......فكرت في نفسي هل من المعقول انهم عرفوا؟؟؟.......ثم فوجئت برسالة من احدى المراقبات اسمها (صوب عيني حبك)..تقول الرسالة:
مرحبا اختي حورية
كيف حالك غاليتي اشتقتلك كثيرا واشتقنا لتواجدك بالمنتدى....لكني اعرف الذي بقلبك حبيبتي....الله يحميكِ من الحزن....لا تحزني على واحد مثل هذا فهو لا يفهم ولا يخجل من نفسه.....انسي الهم وغدا ربك يرزقك بمن هو احسن منه.....ولا تنسي اني معك وصديقتك اذا حبيتي تفضفضي....الله يعينك حبيبتي.....
اختك في الله
صعقت من مفهوم الرسالة....هذة ادارية لم يسبق لنا اي معرفة سوى الردود على المواضيع والثناء قليلا من قبلها على مجهودي.....ارسلت لها استفتسر وسألتها عما تتحدث وسالتها كيف عرفت....كدت اجن....فأرسلت لي وقالت ان اسمها عنود و اخبرتني أن عماد نفسه يحكي هذا الموضوع لكثير من الأعضاء في المنتدى....اني ميتة فيه وواقعة في حبه وانه سئم من ملاحقتي فتركني.....ولذلك انقطعت عن المنتدى حزنا عليه...واني لن اتحمل رؤيته مع تلك الفتاة الجديدة.....ولكني لم استطع تصديقها.....هذا غير معقول.....لو كان قد قال هذا لكل اعضاء المنتدى كما تقول هي.....لكانت تلك الفتاة المشاكسة قد قلبت الدنيا..... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)& او كان لها اي رد فعل...ولكن من خلال تصرفاتها معه يبدو لي انه لم يعملها حتى بوجودي....وطبعا كونه قال لي انه ارسل لها لتبتعد عنا كان كله كذب في كذب ولم يحصل مطلقا......راسلت تلك المراقبة وحكيت معها بود لأفهم طبيعة معرفتها بقصتي.....حكيت لها عن حزني وعن المي.....ووجدت الفضول يقتلها تريد ان تسألني عن كل شئ في قصتي كيف عرفته وكيف كان وكيف وكيف ومتى ولماذا واين....اجبتها على سؤال او اثنين وسألتها كيف علمت بحقيقة القصة....فباحت لي ان المدراء باللون الأحمر يقضون وقتهم بدل حل شؤون الأعضاء في الأستمتاع بالقصص الواقعية في رسائل الأعضاء.... لأن لونهم في المنتدى يسمح لهم بقراءتها.....هذا ما يفعلونه في المنتدى حين يدخلون.....وكل واحد فيهم يحكي للي يعرفه....كنت اعلم ان مدير منتدانا رجل اسمه بدر....وكان يظهر دوما في ردوده على المواضيع وكأنه في قمة الشموخ والترفع عن الصغائر.....لم اصدق ان يكون من هذة النوعية.....اضافتني تلك المراقبة على ايميلي.....كان واضح من طريقة حديثها انها مختلفة عني كليا....كانت متحررة جدا في تفكيرها....وفي تصرفاتها.... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&كانت ثرثارة للغاية استغربت منها انها ادارية مع اني اعرف الاداريين دوما متكدرين ويلبسون وجه الرزانة والحكمة....لم اتخيل ان هذة حقيقة واحدة منهن.....اخبرتني انها واقعة في حب ااالمدير بدر لذلك جعلها ادارية.....واخبرتني كذلك انه متزوج....صعقت من كم الأشياء البشعة التي تخبرني بها....عن عالم لم اتخيله بهذة البشاعة.....ما هذا المنتدى لذي اوقعني به عماد.....ولكن هذا طبيعي فيبدو لي انه هو نفسه لا يتخير عنهم........حكت لي الكثير والكثير عن الأعضاء.....فلان يحب علانة....فلانة خانت فلان.....حكايات وروايات...لأعضاء لم افهم تصرفاتهم إلا من خلال حديثها....هذا لأنه يغار من هذا فهو محبوب من البنات لا يدخل مواضيعه ابدا ويعاديه.....وهذا دوما يهاجم هذا في مواضيع النقاش بسبب عنصرية بلده...فلانة دخلت في منافسة مع علانة....فلانة كانت مشرفة وتم طردها عشان تشاجرت مع حبيبها فلان قريب المدير.....امور اغرب من الغرابة.....وكأن كل ما تركناه في حياتنا الواقعية نجده في المنتديات من خلاف بين الناس ومختلف *****يات ونقاشات عقيمة لا معنى لها وكره بلا ادنى سبب.....مع أن المنتديات غرضها الوحيد التعارف والأخوة وتبادل الأستفادة وتنمية المواهب وعرضها.....ولكن لم تعد كذلك بل اصبحت ساحة لأظهار مدى سطحية العقول وتفاهة الأهتمامات وحقد النفوس السوداء التي مهما تنكرت على النت تظهر ايضا حقيقتها.......
كنت احاول دوما ان استفسر منها عما تعرفه عن عماد فهو الوحيد الذي يهمني....فحكت لي انه يعرف الكثير من الفتيات ويبدو أني لم اكن ابدا ضحيته الأولى.....لم اصدقها....لم استطع ان اصدقها.....عماد كان دوما رجل حقيقي ورومانسي يفهم جيدا الأحاسيس ومعناها ويفهم معنى الحب الحقيقي الذي لا يذهب ببساطة او يأتي ببساطة....من غير المعقول انه احب الكثير قبلي واحب بعدي ايضا....لابد وانها تتحامل عليه...لابد انها تهول الأمور...ظلت عنود تحكي لي عن عماد وتسوء في صورته....فقلت لها:
- عنود انا اعتقد انك تبالغين.....من غير المعقول ان يكون عماد بهذا السوء....انا اعرفه اكثر منك فلقد عاشرته...
- عاشرتيه؟؟.....هههههههههههه كيف يا حلوتي؟.....الرجل لم تريه ولم تقابليه من قبل.....لا تقولي انك تعرفيه.....بعد اللي عمله فيكِ....وراح باعك بالرخيص واعطي قلبه لمن لا تسوى.....
- لا انه لا يحبها....انها مجرد نزوة....انه يحاول اغاظتي.....يحاول اثارة غيرتي......انه اصلا لا يعرفها,.....وما بيننا لا يمكن ان ينتهي بهذة البساطة....حبنا كان كبير جدا يا عنود صدقيني....لقد كان احيانا لا يتحمل بعدي عنه ساعة واحدة فيرسل لي عدة رسائل حتى وان لم اقرأها فقط ليفرغ طاقة شوقه.....
- مسكينة انتي لم تفهمي الناس بعد....اقولك انتِ لن تقتنعي غير بدليل....عموما سوف اجلب لك اياه غدا.....وسترين بنفسك....
كان تحديها يهزني من داخلي....من غير المعقول ان تجلب لي دليل على خيانة عماد......لا انها لن تجد مستحيل ان تجد.....كنت احدث نفسي بهذا حتى جاءت لي اليوم التالي ومعها نصوص من رسائل ارسلها عماد لعضوة في المنتدى جديدة.....رسائل مملوءة بالحب والأهتمام والرومانسية والهيام....لم اكن لأصدق هذا ابدا انه يهتم بها اكثر مما كان يهتم بي في اول معرفته بي.....لماذا...كيف حدث هذا....ربما لأنها لم تستجب له مباشرة كما فعلت انا....وظلت تماطله وتثقل عليه.......ولكني انا وقعت كالرطل كما يقولون....كدت اجن.... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&نسخت كل الرسائل التي ارسلتها لي.....لولا ان هذا اسلوب عماد بالفعل وانا اعرفه اكثر مما اعرف نفسي....لكنت قلت انها لفقت تلك الرسائل لعماد....كنت اقرأ الكلمات مرة تلو الأخرى واقول في نفسي لماذا يفعل هذا....لماذا....ماذا كان ينقصه وهو معي.....لما يخونني؟.....ماذا فعلت......وهل في قلبه مكان لغيري......اننا لم نكمل على افتراقنا شهر واحد....ويبدو لي من تاريخ هذة الرسائل انه كان يراسلها حتى من قبل ان نفترق انا وهو....ولكن مهلا...اكان هذا سبب تغيره علي؟.....اكان حقا يخونني وانا معه؟.....ام انه فعلا مل مني ومن مبادئي.....ولكني ايضا تسيبت منه لم اكن جامدة كليا....اذن لماذا......الأفكار تأخذني وتذهب بي خلف المجهول....والوساوس تكاد تقضي علي...وحروف الرسائل الهيام فيها يطاردني في راحتي وسكوني.....فيشعل صرخات الأسى بداخلي....انا مازلت احبه.....برغم كل ما فعل ما زلت احبه....ولا اصدق ان كل هذا قد فعله وكأني اسمع عن شخص اخر ليس هو......هل هذا يعني انها ليست نزوة....هل هذا يعني انه لن يعود لي....لا سيعود....انا واثقة انه سيعود لي.....
كانت عنود تقابلني كل يوم تقريبا على النت...افتح ايميلي في أي وقت فأجدها...ولكني لم اكن افضل حالا منها....الفراغ يقتلني وعدم وجود اي هدف واي اهتمام.....كذلك اشتياقي اللا معقول لعماد......كنت اهرب من تفكيري به في قراءة المواضيع او محادثة صديقاتي على الماسنجر او حتى قراءة الأيميلات المتداولة....ولكني كنت كالمدمنة اعود لأدماني القديم.....فأفتح ملفات رسائل عماد كلها من اول ما عرفته حتى اليوم......اقرأها بشراهة....وابكي وانحب....لم اكن ابكيه بقدر ما كنت ابكي نفسي....وابكي قلبي الذي ذهب مني.....خسرت شيئا رهيبا حين فارقني عماد.....ليس هو....وليس سعادتي معه فحسب....وليس حبنا....ولكني خسرت ورديتي في الحياة.....خسرت تفاؤلي فأصحبت لا أؤمن إلا بالتشاؤم والمشكلات....اصحو من اكتئاب لأنام فيما هو اكبر.....لم تعد عندي فكرة النهايات السعيدة كما كنت......بل اصبحت ارى الواقع بشكل قبيح......لأن نهايتي السعيدة لم تأتي...ويبدو لي انها لن تأتي.....اقضي كل ساعات يومي في محاولة فهم اين كان الخطأ....وكأن هذا امر يهم في هذة الحالة!....لقد انتهى حبنا ومات....ولكني لم املك الجرأة على الأعتراف بهذا....لأني لم اجد اي سبب يقنعني بانهدام مثل هذا الصرح دون جدوي وكأن بناءه كان دون جدوى......كما ان حبنا قد انكسر لكن روحه لم تزهق بعد في قلبي......بقيت عاشقة لعماد....بقيت مخلصة له في قلبي وفي تذكري له واقناع نفسي اني مازلت عايشة في زمن حبه......كنت انظر لرسائله واقرأها كما لو انه ارسلها لي اليوم.....اعيد قراءة ما يعجبني فيها....ابكي على مخدتي حتى اغفل.....وحين انام احلم ان عماد ينام بجانبي ويلفني بذراعيه ليحميني من هذا العالم الموحش وهذة الأشكال الغريبة التي قابلت.....عماد كان حياة كاملة.....لم يكن سهلا علي أن انساه او ان اقنع نفسي انه انتهى.....وبقيت مصرة ادعو الله ان يعود لي بأسرع وقت ممكن....وكنت على أستعداد تام لمسامحته دون أدنى تفكير......فحاجتي له غلبتني واذلت كرامتي ولم يعد يفرق معي ان كان قد خانني او لا.....فالعذاب الذي اعيشه في بعده لا يضاهيه عذاب......
قالت لي عنود انها ستطلب من بدرالمدير ان يجعلني مشرفة لأخفف التوتر عن نفسي واشغل نفسي بامور كثيرة كما ان هذا سيثبتني في المنتدى وينصرني امامه.....لم اعارضها فلقد كنت بحاجة حقا لما يشغلني......دخلت عالم الأدارة في المنتديات....كنت في البداية سعيدة الى حد ما....منصب وناس يباركون لي....ولكني لم اتخيل اني بهذا دخلت وكر الدبابير.....طبعا لم يكن تواجدي فيه مشكلة فقد كنت متواجدة على المنتدى يوميا من الصباح وحتى المساء فلا شئ يشغلني.... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&كنت اتابع اقسامي بضمير وكنت احاول بقدر الأمكان ان اصادق جميع الأعضاء.....بارك لي عماد كعضو على اشرافي كاي عضوة غريبة وكأنه لا يراني....لا يرى في الحبيبة السابقة......واستمر في مواضيعه وكتاباته التي اصبحت تتحدث عن روعة الحب....وما عاد يذكر اي فراق في خواطره.....كتبت خاطرة بسيطة جدا في موضوعه الشخصي تقول :
ليتك حين ابحرت عن شاطئي تركت القلب يرسو
وليت رياح البحر وأمواجه تعيدك إلي.....
في عرض البحر حين تضل الطريق وتفقد وجهتك....لا تنسى ان شوقي دوما منارة....ان ابتعدت عنها ترى ضوءها يسطع اكثر واكثر ليوجهك....إلي
احببتك...واحبك...وسأحبك....
فلتعد او لتعيد قلبي إلي....
انسدلت دموعي بعد كتابتي لهذة الكلمات في لحظة اماتني الشوق ودفنني....ولكني في اليوم التالي وجدته اقتبس ردي وكتب:
كلمات رائعة من مشرفتنا حورية.....دوما مبدعة شكرا لك....محظوظ حبيبك.....اتمنى ان يعود لك في يوم من الأيام
رد بارد بلا معنى....وكأني اكتب الكلمات إلى صنم لا يحس.....هذا غير معقول.....يتكلم عن حبيبي وكأنه يسخر مني وكأنه لا يعرف ان الكلمات له...كتبت له رسالة خاصة اقول فيها..:
عماد....ماذا كنت تعني بردك....انت تعلم جيدا ان الكلمات لك....ماذا جرى لك.....امعقول توقفت عن حبي.....؟؟.....
حين ارسلها شعرت بالخزي والذنب الفظيع.....شعرت اني اهين كرامتي اكثر واكثر ولكن لا ادري ما افعل اني حقا محتاجة لجرعة الحب اليومية منه وقد تعبت للغاية من الفراق وماعادت تهمني كرامتي فلو بقيت خطوة لنعود سويا فلا مانع أن اكون صاحبتها....ولكنه اجابني وقال:
جرحتيني جرح لا يحتمل....ارجو ان تبتعدي عني حتى تبرد الجروح....ربما يوم ما اسامحك.....ويتحول الجرح رمادا......
ماذا يقول هذا المجنون؟.....من فينا جرح الآخر؟.....ماهو الجرح الذي فعلته.؟...انتظر حتى تبرد نيران الجرح؟....ولكن إلى متى؟....مضى علينا شهر منفصلين.....وانا التي لم اكن امضي يوما واحدا دون ان احادثه....حرام عليه لم اعد اطيق بعده فهو يعلم أني مدمنته ويدوس علي بأحتياجي....شعرت حقا أني ضالة.....تائهة.....وبينما انا اتصفح صفحات المنتدى وسارحة في كلامه....وجدت رسالة من عضو اسمه (قلب نابض) كان يثني فيها على جهدي في القسم وعلى قوتي كمشرفة....وعلى مواضيعي التي اضايفها في مختلف الأقسام..... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&كنت اعرف نزار هذا لكن لم يسبق ان راسلته....لكنه محبوب جدا من اعضاء وخصوصا العضوات كما لاحظت.....ودوما صفحات مواضيعه تتعدى العشرون....اكتفيت بالرد بفتور على رسالته وشكرته لتشجعيه....ولكني فوجئت ان رسائله اصبحت سيلا لا ينتهي...كل يوم رسالة او اثنين يسال عن حالي.....بل انه في اخر رسالة قال :
احببت ان اتعرف عليكِ اكثر فأسم حورية اسم يفتح الخيال.....يا ترى ماذا تدرسين....ماذا تحبين...ماذا تكرهين.....ماهي هواياتك واهتماماتك....احب ان اعرف عنكِ كل صغيرة وكبيرة....انتِ لا تدرين كم يهمني أمرك......والله انا باكون اسعد انسان لما باتلقى رسالة منك.....
قلت في نفسي من غير المعقول ان يكون معجب بي هو الأخر....سألت عنود عن قلب نابض فقالت لي:
- هل أرسل لك؟....هذا أمر متوقع...ولكن مهلا لما تجذبين اليك دوما هذة النوعية من الرجال؟.....ألأن السذاجة مرسومة بين حروفك؟؟...
- هل ترين هذا؟...ولكني لست ساذجة لهذا الحد....او على الأقل كنت هكذا ولم اعد كذلك.....يبدو لي أني اصبحت افهم الناس قليلا.....
- لا حبيبتي....مازلتِ كما انت.....وكيف رديتي على قلب نابض؟
- لم أرد عليه بعد.....لا استطيع ان اقول له اي شئ حتى وإن كان يحبني....فأنا مازلت مرتبطة بعماد....واعتقد اننا سنعود لبعضنا قريبا....
- يا حبيبة افهمي حتى لو عدتي لعماد أنه ليس بالشخص المؤتمن....كما ان (قلب نابض) هذا اسمه الحقيقي (فراس).....وهو متزوج وجار لي اعرفه جيدا......
- متزوج؟؟.....لكنه لا يتصرف أبدا كمتزوج في المنتدى......بدى لي كشاب واثق من نفسه ومن رومانسيته ووسامته ويبحث عن الفتاة المناسبة وسط العديد من الفتيات اللاتي يلتففن حوله.....
- هو هكذا دوما....زوجته فتاة طيبة للغاية وتعشقه بجنون.....انجب منها طفلين صغيرين......تزوجا من حوالي سبع سنوات....لكنها لا تعلم انه يلعب بذيله في المنتدى مع كل واحدة شوية....أتعرفين العضوة (مغرورة لكن حقها).....
- نعم اعرفها أليست هي مشرفة قسم مشاكل الأعضاء الشخصية.....مابها؟
- كانت حبيبته فيما مضى.....وكم من مرة حذرناها وقلنا لها انه متزوج....تصوري كانت تعلم انه متزوج ومع ذلك عشقته وبقيت على علاقة معه....وقالت لا يهمني فهو لا يحب زوجته وإنما يحبني وحدي.....المخادع اوهمها انه تزوج زوجته عن غير حب.....وانها اعادت نور الحب لقلبه......حتى مل منها وتركها وذهب لغيرها.....
- أمعقول هذا؟....ولكنها مخطئة....كيف تسمح لنفسها أن تحب رجل متزوج......حتى لو كان تزوج عن غير حب ولا يطيق زوجته....وكمان لديه اطفال؟
- ومن قال لكِ انه لم يتزوج عن حب؟.....لقد كان اكبر عاشق في المنطقة.....وكانت زوجته تلك اكبر حب في حياته....لم يقاوم جمالها كثيرا وقصر فترة الخطوبة ليظفر بها......ولكن ماهي إلا بضعة شهور حتى عاد إلى عبطه......
- يا إلهي.....إذن لهذا تكتب دوما العضوة (مغرورة لكن حقها) مواضيع خواطر حزن وعن الفراق؟
- نعم تخاطبه دوما من خلال مواضيعها وكلنا نعلم انها تقصده.....اترين كيف يرد عليها ويقول لها انها الأقرب لقلبه بكلماتها ومشاعرها.....لا يرحمها مازال يتلاعب بها حتى بعد أن تركها...ومازال يعلقها به...وهذا ما يفعل عماد معكِ بالضبط يا بنتي.......
استغربت ان يكون هذا كلام عنود وهي اصلا تحب بدر مدير المنتدى المتزوج.....ناس متناقضة غريبة......لم احاول ان اسالها او اوجه لها اي انتقاد فلا ينقصني سوى معاداتها لي....وهاهي في النهاية تفيدني.....ولكن يبدو لي أنها أحست بما أردت قوله فقالت:
- الله يخليلي بدر حبيبي....طول عمره لا يقدر على اشتياقه لي...دوما يقول لي ان جمالي ما ورد عليه من قبل وانه لم يعد قادرا على الأحتمال....لكني وضعت له العقدة في المنشار....يطلق زوجته من هنا...ويتزوجني فورا......وهو الآن يحاول تطفيشها حتى تحمد ربها حين يطلقها...ويخلو لنا الجو انا وهو....مسكين تزوج عقربة!!.....
لم اعلق نهائيا على كلامها....كما أني لم أرد على رسالة (قلب نابض) فقد أحتقرته للغاية......لكنه لم يتركني في حالي....بل ارسل لي رسالة تقول :
ارجو ألا تكوني تضايقتي من فضولي انا صراحة ارتحت لك ولطيبة قلبك وبياضه وكنت حابب اشتم من رحيقه العطر.....وحابب اتعرف عليكي وتتعرفي علي وصدقيني ستجدين الكثير بيننا مشترك......
لن اجبه...انه مجرم بالفعل....لن اجبه ابدا..... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&ولكنه كالعادة لم يتركني بحالي......ارسل لي رسالة اخرى فجرتني....تقول :
أين انتي......لا يكون الجميل زعلان مني؟....ارجو ان تنسي احزانك ولو حاول الذي سبب هذا الجرح في قلبك انه يضايقك مرة أخرى ان تخبريني واقسم ان اجله يندم على اليوم اللي عرفك فيه......واجبنا ان نحميكِ منه....لا تخجلي مني فأنا احس بك وكأنك بداخلي بدون حتى أن تتكلمي......على فكرة انا قادم لازور مدينتكم قريبا جدا.....يا ترى وين اقابلك وكيف ستستقبليني؟.....ام أنك لن تعملي واجب الضيافة معي؟......ده حتى يقولون المصريين اجدع ناس!!.....
فأنفجرت ورددت عليه برسالة شديدة السخرية تقول:
ولما ازعل منك أخي (قلب نابض)؟....لا شئ يدعو للزعل.....اما عن سبب حزني فلا ادري حقا عما تتحدث.....وقطعا استطيع حماية نفسي فأنا الحمد لله لم أعد احبو على ركبي!!......جيد انك ستاتي لمدينتي.....ولكن يا ترى هل ستأتي وحدك أم ستجلب زوجتك معك وأولادك؟....ويا ترى كيف ستفسر لها علاقتك بي وانا أستقبلك؟.....رحلة سعيدة في مدينتي لك ولأسرتك!!.......
اثار جنوني هذا الأحمق....حقا كان ينقصني واحد مثله...وأنا التي كنت اشعر ببعض الأطراء ان احدا غير عماد يهتم بي ويحس بوجودي كانثى....ولكني كنت مغفلة....فهي اسطوانة يلقيها لكل واحدة.....حتى هذا الرجل الناقص عقلا يعلم بفراق عماد لي ويظنني اتمرمغ في أرض الأحزان واحتاج كتفا أبكي عليه.....حتى لو كنت كذلك كيف ألجأ لرجل مثله حتى من العيب ان اقول عليه رجل.....اناس مريضة حقا.....ما استغربه ان موضوع زواجه معروف جدا بالمنتدى...إذن ماكل هؤلاء الفتيات اللاتي يرمين انفسهن عليه......العيب ليس منه وحده العيب عليهن فأنا دائما مؤمنة انه كما تدين تدان وكما تحاول كل منهن سرقة زوجها منها ستجد يوما من تفعلها في زوجها هي الأخرى....... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&لم يكن يفرق معه فتاة مثلي فلم يرد على رسالتي وانقطع عني.....وبعد عدة ايام انقطع عن المنتدى بالكامل.....فكتبت احدى الفتيات شعرا تطالب بعودته بل ولم تخجل ان تكتب عنوان موضوعها بأسمه موجه له......وقامت كتيبة من الفتيات بالرد على الموضوع ردود تدعوه للعودة سريعا وردود تشتاقه وردود اخرى باكية لبعده..انه حقا محظوظ......شعرت بالأسى على حالنا نحن الفتيات....وما نفعله لنهين انفسنا من اجل الرجال....باسم الحب......لما كل هذا...انا لم اكن افضل حالا منها....ولكن الحب يلوي ذارعي وجعلني اتصرف عكس طبيعتي......كما اني مؤمنة أنه لا كرامة بين الزوج وزوجته.....حتى ان عماد نفسه كان يقول هذا لي......فكنت اتصرف بهذا المنهج....ولكني كل ما رأيت هؤلاء الفتيات من بعد...وكل ما رايت كتابات العضوة (مغرورة لكن يحق لها).....كلما رايت نفسي فيهن وفي اهانتهن لأنفسهن....وقررت أن اتوقف عن هذا.....لقد اصبحت شماعة الشفقة للمنتدى كاملا....بل اني اصبحت اضحوكة المكان....الكل يسخر مني ويحكي باسمي.....من اجله.....لابد وأن افعل اي شئ بحياتي وإلا سافقد عقلي....اتصلت فورا بآية..... &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&لأطلب منها أن تساعدني في البحث عن عمل.....فرحت لأجلي كثيرا.....وفعلا حاولت معي ان تبحث لي.......كما ان والدي كان قد عاد من السفر في عمله الى الشهور التي سيجلسها في البيت....وهكذا لن اجد ما يشغلني مطلقا وسأظل في وجهه ولن اكون قادرة على استعمال النت من الصباح للمساء وهذا يعني اني ساكون في سجن لا احسد عليه وليس فيه حب عماد واهتمامه بي ولو عن بعد ليخفف عني قسوة هذة الشهور....لابد وان ابحث عن عمل باي شكل.....قدمت سيرتي الذاتية في اماكن عدة......وكذلك فعلت آية معي برغم انشغالها بأمور خطيبها....فلقد قارب زواجها....وعليها شراء العديد من الأغراض...لكنها كانت نعم الصديقة دوما وماكانت لتتركني في هذة المحنة وتتخلى عني.....كنت كل يوم اخرج من الصباح لأهرب من بقائي في وجه أبي بحجة البحث عن عمل...تقدمت للعديد من مقابلات العمل ولكني لم اجد شيئا.....
ذات يوم كنت ذاهبة الى شركة كانت تحتاج محاسب......نزلت من الباص....واتجهت الى الشارع المطلوب......لفت نظري إلى اليمين....شاب....جنب وجهه مألوف جدا لي....توقفت في مكاني....وشعرت ان قلبي قد اصبح عمله غير مرتبط بضخ الدم في عروقي....بل انه يريد ان يخرج مني.....التفت الشاب لي...كان عماد.....كما هو في صورته تماما....كان هو حقا.....انه هو.....ليس حلما.....ليس وهما...ليس خيالا من خيالاتي &(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)&....انه هو بشحمه ولحمه امامي..... لم نلتقي أبدا مع كل الحب الذي يشتعل في قلوبنا... وها قد التقينا أخيرا بصدفة لا يمكن أن تتكرر..... يبتسم للبائعين....يمشي....يتحرك.....عيناه تدوران....تمر على وجهي....دون ان تثبت نهائيا.....ضربتني الصاعقة.....أمعقول لم يعرفني؟.....ركضت إليه....دون أن اشعر بالسيارات تكاد تصدمني.....وقفت امامه الهث.....كل حبي وشوقي ولهفتي....كل ضحكات الأيام التي تلونت بحبنا....كل آلام الأيام التي تدثرت بسواد فراقنا....كل شئ غاص بداخلي ثانية ثم ارتفع على سطح عيني....وعليها انعكاس صورته وانا انادي اسمه المعشوق......:
- عمااد!!!!!
ينظر لي بتساؤل......اجد استفهاما فوق صورتي في عينيه....ثم يقول ببساطة:
- عفوا من انت؟؟؟!!!!!!!!!