الفصل الثاني عشر
شيئا فشيئا كنت افقد نفسي......وافقد اشياء كثيرة بي.....اهمها ثقتي بنفسي.....واساسها ارهاقي من الفشل العاطفي كأنثى......لم يعد تفكيري منحصر في البحث عن الشريك المناسب.....بل ان تفكيري ابتعد قليلا عن الزواج....اصبحت افكر في الحب فحسب......كما يفكر الرجال..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......فصلت الحب عن الزواج واصبحت اتمنى رجلا يحبني ويحب انوثتي ايا كانت صفاته.....وايا كان المستقبل الذي لن يكون بيننا.....لا يهم.....شعرت بداخلي اني هكذا او هكذا لن احصل على مستقبل......ولكني اريد ان اعيش الحب.....فلقد ادمنته ولم يعد بامكاني العيش بدونه......ماذا يعني لو اني اعترف بحبي لفهد......لم تكن جرأة وانما اختصارا لايام طويلة وليالي حيرة...من وجهة نظري.....لذلك اقدمت على هذا التصرف......فقال:
- كنت احس ان شيئا كهذا سيحصل......حبيبة انتِ انسانة غالية جدا علي.....لكني...لا استطيع رد هذة المشاعر
- لأنك متزوج اليس كذلك.....
- اجل.....اولادي كذلك.......انت تقولين انكِ تحبيني لكل ما انت فيه.....ولأنك بحاجة لبديل عن عماد ليس إلا
- هذا غير صحيح اطلاقا....انا وعماد افترقنا منذ شهور طويلة......ولم اكن ابحث عن بديل ولو كنت كذلك لما بحت بهذة العواطف دون ان اكون صادقة......(كم انا كاذبة)....
- مازلت اشعر ان حبك لي بلا هدف.....وبلا مبرر....ماذا احببت في من الأساس...
- احببت فيك كل شئ....رجولتك هدوءك....طريقتك......قوتك.....كل شئ......
- (وجه مبتسم)....شكرا لك يا حبيبة.....الواقع انتي فتاة تعشق من اول كلمة......وهذا رايي فيكِ منذ عرفتك....من الصعب ان يقاوم رجل عاطفتك الجياشة وصدقك......لكني آسف.....اعتذر لك.....
- لاباس لا داعي للأعتذار.....انت معك كل الحق......انا التي يجب ان اعتذر على هذا الموقف.....واتمنى لك السعادة في كل الأحوال.....
كان موقفا في قمة السخافة والأحراج......كما اننا هكذا لن نتكلم مجددا.....اغلقت النت وجلست في غرفتي اراقب السكون واقارنه بازدحام الصرخات بداخلي.....اضع يداي على اذناي لعلي لا اسمع ما بداخلي......ولكن بلا فائدة.....انني استمر في جعل نفسي اكبر اضحوكة للكون بأكمله.....كلما شعرت بالمهانة كلما اهنت نفسي اكثر.....لما افعل هذا.....لقد كان خطا فادحا.....لقد جعلني اقول له اني احبه وليس هذا فقط بل واشكر فيه واعدد مميزاته بعد ان كان قد رفض حبي كم انا حمقاء.....
بعدت الى عالم منافذ الشات من جديد.....وقعت في يد شاب في الثلاثينات اسمه منير......كان يتحدث معي بطريقة غريبة نسبيا.....لكنه فصل من منفذ الشات عدة مرات وهو يكلمني ويعود بنفس الأسم لأعرفه.....فقال لي ان نكمل على الميل افضل.....فلم امانع كثيرا...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......تحادثنا على الميل فأخبرني انه طبيب انف اذن وحنجرة.....سالته كم يبلغ من العمر تحديدا....فقال لي 38.....فقلت له انت اكبر مني بكثير......فقال لي ان هذا موضوع غير مهم....فما ان اقع في غرامه حتى انسى كل هذا.....بدأت اشعر برائحة غروره تفوح من كلامه.....فسكت.....اراني صورته....كان عادي الشغل يبدو عليه الغباء بعض الشئ ولكنه كان ابيض وعيناه ملونه....وبرغم ذلك لم ارتح لملامحه وشعرت انه اقل من العادي.....فسألني:
- ما رايك بجمالي؟.....براءة الأطفال في عيني أليس كذلك؟
- ههههههههههههههههههههههههههه......نكتة جميلة
- من قال اني امزح.....اني احكي صدقا....كل الفتيات يقولون لي هذة الجملة.....الكل يراني في منتهى الوسامة وهذة مشكلتي في الحياة.....لقد سئمت ارتماء الفتيات علي بالأجبار يا حبيبة....
يبدو اني وقعت في بالوعة من الغرور.....لابد وان ارد على هذا المغرور:
- ان الشكل اخر شئ تفكر به.....ولو ان فتاة تقربت لك لشكلك فاعلم انها انسانة تافهة سطحية!!....
- تافهة؟.....لما تافهة....بالنسبة لي الشكل هو اهم شئ....صحيح اين صورتك؟....
- انا لا اريد اظهار صورتي على النت....لا احب ذلك........ث ملما تهتم لشكلي بهذة الطريقة.....هل انت منهم؟؟
- من هم؟.....عموما انا لست قلقا...ما ان تقعين في حبي حتى تفعلي كل ما اطلبه منك....
- ولكن الا ترى انه من الصعب ان اقع في حب رجل يكبرني بما يزيد عن الخمسة عشر عاما
- يا عزيزتي كثيرات غيرك تمنوني....لقد خطبت ثلاثة مرات
- ثلاثة مرات؟....وماذا حصل؟
- خطبت لفتيات غير مناسبات ابدا....كان اختياري خاطئا جدا.....
- الثلاثة يتركوك....والخطأ من عندهم؟!...إلا ترى ان هذا امر غريب؟....
- انا الذي تركتهم.....سئمت الفتيات االماديات.....او اللاتي يحببني لكوني طبيب ووسيم.......يبحثون عن المناظر والفشخرة!!.....لكني اشعر انك لست مثلهم يا حلوتي وانك ستحبيني لذاتي تبدين عاقلة ورزينة.....
- الواقع أنا ارى اننا غير متناسبين.....لذلك لن اكمل الحديث معك....الوداع.....
- مهلا مهلا.....لما تقولين هذا.....حكمتي علي على أي اساس وانت لم تعرفيني بعد؟......اتحكمين من خلال الشكل او تجاربي السابقة الفاشلة؟....يجب ان تتركيني حين لا تعجبك شخصيتي فقط.....
- وهذا بالضبط ما وجدته....شخصيتك لا تناسبني وهي مزعجة جدا.....انت تظن نفسك توم كروز وتظن ان كل من ستعرفك سترتمي تحت قدميكوان من لا تحبك لابد وان يكون فيها خطأ ما......لا احب ان اتحدث مع امثالك.....
كتبت هذة الكلمات مرة واحدة وارسلتها له وقبل ان يكتب الرد كنت قد حذفته ووضعته في التجاهل.....لم اهتم لرده كنت اريد ان اخلص منه باي طريقة....اشكال زبالة لا ادري من اين يظهرون وكيف يخلقون في هذة الدنيا..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......للأسف وجدت على النت نماذج مماثلة كثيرة جدا منه لدرجة اني مللت.....وجدت فهد قد ظهر اون لاين......بعد ان كنت قد ظننت ان كل شئانتهى بيننا....لكنه عاد وكلمني....وقال لي:
- لم اقدر على بعادك يا حبيبة.....
لمستني الكلمة فكم كنت بحاجة لاشعر ان هناك من يفكر بي ويحتاجني....كانت هذة الأيام التي بعدناها عن بعض قد جعلت رفض فهد يلين....بدأت اشعر انه مختلف جدا في حديثه معي.....سالني بلهفة عني....سالني كيف شعرت هذة الأيام....ثم سألني ان كنت قد اشتقت له......فاجبت بدلال اني اشتقت رجولته.....لمست وتره الحساس وقد شعرت بذلك.....فخر امامي......وركع اما قلبي كما اردت تماما وقالها:
- لم اتوقف عن التفكير في اعترافك لحظة واحدة طوال الأيام الماضية.....اني ان حاولت قتل مشاعري في نفسي فلن استطيع....فلقد صارعتني حتى صرعتني....فانا احبك حتى لو لم يكن من حقي.....
- امعقول تحبني؟....لم تظهر هذا ابدا
- نعم لم يكن هناك سبيل لأظهر...ولم يكن هناك اي فائدة من الأظهار....لكن ياحبيبة......انت هنا معي وانا معك......ولا فائدة من الأنكار....انا احبك
شعرت بانتصار ساحق......شعرت اني ملكت الدنيا بما فيها.....حين احبني قلب فهد.....لم يكن حب فهد عاديا مثل الشباب التافه....بل اني شعرت اني اتغلغل شيئا فشيئا بداخله......كان عيبه الحديث نفسه....لم يكن متحدثا جيدا.....ولم يكن كلامه رومانسيا....كنت اشعر احيان كثيرة اني اخرج الكلام من فمه بالقوة......وكنا اذا تحادثنا على النت وانهينا حكينا عن يومنا....يسكت كليا حتى اتحدث وافتح اي موضوع.....كان هذا الأمر يجذبني له في البداية مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب............الرجل الثقيل الغامض.....لكني شيئا فشيئا بدات احس انه ممل للغاية......كلامه قليل ويعلق على موضوع حكيته لمدة طويلة بكلمة او كلمتين.....ثم اني لم اكن اكلمه حبا فيه....بل اني كنت احتاج اهتمام....كنت احتاج حب....كلمات حب ورومانسية وخيال.....الأمر الأكثر غرابة انه كان يحدثني عن زوجته واولاده وكنت اتقبل الموضوع بشكل عادي.....فمثلا احدثه بمنتهى البساطة فاجده لا يجيب وبعد فترة يجيب ويقول لي كنت اشرح شيئا لأبني.....او قمت لأساعد زوجتي.......بل الأغرب والأعجب انه كان يجبرني متى يؤتي زوجته......ولم يكن يهتز اي شئ بداخلي......كنت اشعر انهم اسرته بل اني كنت اسأله عنهم بمنتهى البراءة والشفافية......بعد ان احببنا بعضنا....كنت اسأله عن عيوب زوجته وما يفتقده معها ليقع في حبي انا..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......فقال لي لا شئ محدد.....استغربت من هذا الرد الذي يقتل.....يخون زوجته دون حتى ان يجد فيها عيبا او نقصا ياخذه من غيرها؟.....ظللت الح في هذا الكلام فأخبرني ان الحب خلق ليكون سرا.....ولو بقي علانية ودخل في مسؤليات الحياة.....فقد رونقه وصار روتينا او عادة......طبعا فهمت من كلامه اني اناسب مقاس قلبه ومقاس سريته.....فهو لن يلتقيني ابدا او يحدث اي شئ زيادة عن الكلام في النت وهو لا يريد غير هذا.....
كنت متحمسة بشدة لحب فهد في البداية...لكني مللت كثيرا منه...وشعرت انه لا يكفيني.....فانا لا استفيد منه بشئ بل على العكس اشعر معه بالوحدة كما لو كنت بلا حبيب....لدرجة اني اصبحت اتوسل منه الكلام الحلو....وحين كان يكلمني حبا كان يتحدث عن العلاقة,......وعن حبه لي عن طريق القبلات والأحضان.....كنت اسايره احيانا لاحظى باي كلمة حب.... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......واحيان اخرى كنت اشعر بالغضب والأشمئزاز.....لأني كنت ادرك انه متزوج......كان ما بيننا غريب حقا......مكروه ومرغوب في نفس الوقت.....ذات يوم هاجمتني بعض الذكريات......فكنت مكتئبة للغاية....قلت ان ارتمي في احضان حب فهد لعله يخفف عني.....فوجدته بنفس بروده وقلة كلامه....يتركني اتكلم مثل الكاسيت....ولا يقاطعني او يعقب على اي شئ اقوله.....وكأنه يستمع لمغنية!!.....فاسكت واطلب منه ان يعلق....فيقول لي اسمعك!!....اكملي......حتى انني يومها لشدة غضبي سألته:
- هل انت هكذا مع زوجتك ايضا....
- ...........انا وزوجتي لا نتحدث كثيرا......ليس هناك وقت......
لم اتمكن من كبح شعوري بالشفقة عليها كزوجة.....وانفجرت فيه اخبره بمدى تعاستي في هذا الحب واحتياجي.....ويبدو ان حمم بركاني قد لسعته فحركته قليلا....وطلب رقم هاتفي.....ليحادثني......قلت لا باس من اعطاءه رقمي فأنا حقا محتاجة لعودة المكالمات والأهتمام من جديد فكم اشتقت لهذة الأمور....ثم انه من دولة اخرى لن يضرني ان اعطيته رقمي.....وهذا ما فعلته.......اذكر اول مرة سمعت فيها فهد يتحدث...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......كان صوته دميل بالفعل كصوت رجل وجذاب للغاية.....لكن طريقة حديثه التي كشفته امامي......كلامه يخلو من اي عاطفة او احاسيس....كأن رجلا آليا يتحدث......لست ادري ان كان هذا خجل منه ام ماذا.......حين انهيت الحديث معه اول مرة لم اشعر بنطقة سعادة.....وكأني كنت اقضي واجبا.....لم اشعر باي عاطفة.....كان رجل حقا غريب النوع....
كلمني صديقه خالد المطلق عدة مرات......اخبرني انه معجب بي.....وانه كان يريد الزاوج من مصرية منذ زمن.....وانه وجد في كل المواصفات المطلوبة......اندهشت كيف وصلت بخالد الجرأة ليقول لي كل هذا.......قلت له بجمود ان اهلي لن يقبلوا زواجي منه......ثم سألته بعدها مباشرة....ماذا فعل في موضوعي بخصوص المنتدى وكونهم ظلموني الم يحدثني اصلا من اجل ان يعيد لي حقي؟.....فطالبني ان اعود للمنتدى اولا ثم يعيد لي حقي.....فقلت له اني لن اعود إلا حين اجد لي مكانا.....فقد تركت المكان بهذة الطريقة حتى يعود لي حقي وليس لاود بهذا الشكل السخيف وكأني مكسورة.....فغضب وقال:
- الهذا تكلميني على الأيميل....مجرد معرفة مصلحة....كل ما يهمك هو المنتدى.......انت لا تكلميني لشخصي ولما بيننا!!..
- نعم ولما افعل هذا ما عرفتك من اجله....وهذا ماقلته لي منذ البداية...الم تقل استطيع ان افعل وافعل وادير المنتدى كله من خلف الكواليس.....ثم ماهو الذي بيننا لا شئ بيننا....
- كنت اشعر منذ البادية انكِ تتلاعبين بي لتصلحين لمصالحك.....لكن هنا ينتهي كل شئ....سلام...
- الف سلامة!!....
هذا فقط ماكان ينقصني....هو ذاك المغفل الذي يظن اني ساذجة بما فيه الكفاية لأقع في يده...وليس هذا فقط بل انه هو الغاضب لأني استغله...من فينا الذي يستغل الأخر.....اوهمني انه سيد الرجال الشهم المغوار الذي لا يترك حق احد ولا يخشى لومة لائم....وهو اكبر صايع لم يعمل معي كل هذة التمثيلية إلا ليجعلني اقع في حبه....الرجال الحقراء اكثر من الهم على القلب......
كان فهد دوما متردد في حبه معي....ايام يكون في منتهى العاطفة والحب....وايام كثيرة جدا جدا في منتهى البرود....اخبرته انه يشبه احيانا لوح ثلج واحيان اخري بركان مشتعل....وانا بين وجهيه حائرة.....كلما قابلت بروده.....سئمته وعاملته بالمثل,......فاقابل حرارته....فأعود لأهتم به....فأصطدم ببرودته...وهكذا دواليك......كانت اكثر مشاكلنا تقوم بسبب انانيته الشديدة......فقد كان دوما يطالبني بالحديث على الهاتف في اوقات اهلي متواجدين فيها فلا استطيع...وحين اقوله له ذلك لا اجد منه اي تفاهم او اي تقدير....بل يبقى يومين او ثلاثة يعاملني بجفاء كعقاب على تقصيري في تلبية رغباته....بدا شيئا فشيئا يأخذ الصورة العامة لجميع رجال النت....بدات اشعر حقا انه لا يختلف كثيرا...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......حين كنت اطالبه انا ان يكلمني عند الفجر او بعد منتصف الليل كان يرفض بسبب زوجته.....لم اكن اغضب وكنت اشعر ان هذا شئ عادي......لكن ان كان الرفض مني انا تقوم الدنيا ولا تقعد.....كثرة انانيته ومتطلباته جعلتني اتساءل......ترى لما لم يطالبني ابدا برؤية صورتي....الست انا المعشوقة التي يحبها كما يقول......الم يحاول حتى ان يتخيلني او يسالني كيف ابدو.....هل يفكر مثلي اننا مجرد خيالات في حياة بعضنا نهرب اليها من واقعنا....ولا نريد ان نراها بوضوح......فنحن نرسمها بداخلنا كما نحب ان تكون وليس كما هي حقيقة.....سالته في هذا...لما لم يطلب ان يراني فقال:
- ماذا ستفعلين بعد ان تريني صورتك؟...........
- ساسالك عن رايك بي!!.....
- وماذا بعد ذلك؟.....
- سارى صورتك انا ايضا...احب ان ارى حبيبي هل هذا امر غريب يا فهد؟
- لا اريد ان تريني.....
- لماذا؟....
- ..........لاني قبيح المظهر جدا يا حبيبة (وجه متكدر)
- كيف قبيح؟؟...
- اني سمين مثل الدب واسمر.....وملامحي ليست جميلة البتة......
شعرت بالصدمة ولم ادري بما اجيب...هل اصر على رؤيته؟.....ولكن ان رأيته وصدمت بمظهره قد اضطر لتركه او لن اتمكن من الأستمرار بتمثيل الحب له....ماذا ساستفيد لو فعلت ذلك...فكل ما اريده هو الخيال....لن استفيد شيئا برؤيته....ان شكله لا يعنيني في شئ....فاستسلمت وغيرت الموضوع ولم اطالبه قط مرة اخرة برؤيته......
ظل تردد فهد يغيظني وتقلبه بين الجفاء والبرود وبين الأهتمام يحرق اعصابي وخصوصا تقلباته التي بلا ادنى سبب واضح.....اراه متخوف جدا من معرفة اي احد بعلاقتنا....لدرجة انه اعطاني رابط منتدى لأشترك به....كان هو مدير فيه....اخبرني ان صاحب المنتدى هو ابن عمه......فقمت بالتسجيل واول شئ فعلته اني ارسلت رسالة عشق له على المنتدى كرسالة خاصة.....وقلت له اني سعيدة ان تكون اول رسالة ارسلها له....ففوجئت به لا يرد على رسالتي....ويرسل لي على الميل ليخبرني ان اتوخى االحذر كثيرا فصاحب هذا المنتدى يعرفه في الواقع وهو لا يريد فضايح....... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......تكدرت جدا بهذا الموقف....ولكن هذا الموقف تكرر كثيرا في عدة صور.......مرة اتصل عليه لأمر ضروري.....فلا يجيبني.....وبعد ان اقابله في وقت اخر يخبرني انه لم يرد لأن زوجته كانت خارج البيت وعلى وشك الحضور.....فأخبرته ان يكلمني وهو خارج المنزل حين يذهب لأي مشوار....فقال لي انه لا يحب ان يراه اي احد بالشارع وهو يكلمني.....اخبرته ان يكلمني في العمل فرد انه خائف ان يكتشف احد من العمل انه يكلم اي امرأة.....قال لي انه يكلمني وهو مغلق على نفسه غرفته ووحيد تماما في البيت....شعرت شيئا فشيئا بسخافة حبنا.....ولست ادري حقا ما الذي جعلني اصبر عليه كل هذا......وكأن لا رجال غيره يمكنني محادثتهم شات والأستفادة منهم ومن اهتمامهم......شعرت اني تلك العشيقة السرية في حياته التي يخرج معها شخصيته السوداوية الشهوانية بينما هو في الواقع مجرد صنم جامد.....لا يعرف اي شئ عن الروابط بين الرجل والمرأة سوى العلاقة الجسدية البحتة....اصبحت لا اطيق ما يفعل....حتى جاء ذلك اليوم الذي غاب عني فترة طويلة وانا كنت بحاجة اليه....وقلقت عليه....غاب عني يومين ونصف....ثم حين عاد....كلمني في كلام خارج.... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......ليفرغ طاقة حبه.....غضبت عليه وقلت له اني بحاجة لعطفه وحنانه....واني سئمت شحذها منه......ثم اغلقت النت وكتبت له رسالة قوية اللهجة...فيها كل ما في داخلي من شكوى...ووصف دقيق لتحركاته وتصرفاته معي وماذا تعني...فقال لي ان هذة الرسالة بمثابة اهانة له.....وانه لن يكلمني مجددا.....
بعد كل ما فعله بي فهد...تألمت لفراقه.....كم انا غبية.....وكم هو قلبي اغبى واغبي....لما اتألم لفراق شخص فعل لم اخذ منه شيئا سوى التعب.....هل وصل بي الحال لدرجة ان احزن على فراق رجل متزوج خالي من العاطفة؟......ولكن ليس لدي وقت اضيعه في الحزن عليه...فأفضل طريقة لنسيان شخص ما هو حب شخص آخر.....في البداية احكي مع صديقاتي واسمع منهن.......وقفت بجانب صديقتي التي تعرفت عليها من منتدى......والتي كانت في مصيبة حيث قام احد الشباب الذين كانت تكلمهم على النت بتسجيل فيديو عليها من كاميرا اللاب توب الخاص بها......حيث قام بعمل هاكر على جهازها من خلال الأيميل..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......واخترق جهازها وقام بتشغيل الكاميرا وسجل لها فيديو فاضح وهي شبه عارية......لم افكر سوى بشئ واحد.....لما تجلس شبه عارية من الأساس امام جهازها؟.......امر غريب حقا.......وكيف استطاع هو عمل كل هذا بنفسه......كانت الحكاية تؤرقني.......لأنه لم يفعل هذا فحسب بل انه قام برفع الفيديو الفاضح على موقع يوتيوب الشهير وسماه باسمها الكامل.....قمة في القذارة......لست ادري ماهو الذي استفاده بفعل كل هذا.......تحطمت الفتاة كليا ولا اظن ان لها مستقبل من الآن.....ولكن ما سمعته منها جعلني ادرك خطورة شئ اسمه الكاميرا.....وخصوصا ان هناك برامج لتسجيل الكاميرات كمقطع فيديو.....عدت الى منافذ الشات.....وعدت اتعرف على اناس مختلفين......لم يرضيني احدهم.....وذات مرة قمت بتغيير منفذ الشات وعمل بحث في جوجل عن منافذ جديدة لأتعرف على اناس جدد وحين دخلت المنافذ الجديدة فوجئت ان بعض الناس بتحدثون عن الأباحية في الشات علنا.....بل ويسمون انفسهم باسماء خاصة بالعلاقات المحرمة...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......جعلني هذا اصعق واشعر بالأشمئزاز من منافذ الشات....ماذا جرى لنا نحن العرب؟....وهل الأجانب يفعلون مثلنا؟.....السنا مسلمين؟....كيف تتحدث الفتيات مع الرجال في امور كهذة بهذا الشكل السوقي العلني......وبكل هذة الوقاحة......ألأن لا احد يعرف غيره على النت....والكل يرقص في حفلة تنكرية....فلا يهم ما تقول او تفعل فلن يعرف احد من انت.....قرأت طلبات الفتيات علنا بالشات للعلاقات المحرمة....وكلام يخجل رجل ان يقوله خارج من فتاة.......قررت بيني وبين نفسي اني لن ادخل منافذ الشات مرة اخرى لأنه من الواضح انها عقيمة وغير مجدية كل من فيها يا إما مرضى يا إما قبيحي الشكل...يا إما متزوجين ومطلقين ويائسين ويبحثون فقط عن المتعة......يجب أن افيق من كل هذا......قلت ربما من الأفضل لي أن اعود للمنتديات.....ظللت فترة ابحث عن منتدى جيد وفيه ازدحام ليكون فيه متابعة وردود كثيرة استطيع فيها ان اشعر ان ما افعله له مردود.......خطرت في بالي فكرة غريبة..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......ان اقوم بعمل بحث عن ايميل احد اعرفه لأعرف إلى اين ذهب....اول شخص خطر في بالي كان عماد.....قمت بكتابة ايميله وبحثت عن في جوجل.....فظهرت لي المنتديات التي يشارك بها....شعرت بشعور غريب وانا اقرأ مشاركاته.....وكلماته التي كنت قد نسيتها........هو نفسه لم يتغير......وانا افتش في المواقع....جاءتني صدمة لا يمكن ان يصدقها عقل....فلقد وجدت اسم عماد في احد المنتديات *****ية!!.....يسمي نفسه باسم اباحي وفي ذلك الرد الذي ظهر في جوجل كان يكتب لفتاة كلام بذئ ويرفق كلامه بإيميله حتى تستمر معه على الأيميل......ولو انه لم يكتب ايميله في الرد لما عرفت ان اصل لهذة الفاجعة......اصلا لم أعلم بوجود منتديات لهذة الأمور...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......هل من المعقول...ان يتم عمل منتدى كامل فقط عن هذة الامور....وان تستبدل اسماء الأعضاء التي تعبر عن شخصياتهم باسماء تعبر عن رغباتهم المنحرفة؟......طيب اذا كان هناك رجال يشتركون...هل هناك فتيات جاءت لهم الجرأة للمشاركة في شئ كهذا.....والرد ووضع ايميل ورقم هاتف وصورة وغيره؟......هل معقول وصل بنا الحال لهذا؟.....هذة الصدمة لم استطع ان افق منها......وخصوصا اني حين بعثت عن عناوين المنتديات....وجدت بعض المنتديات للأشخاص ايضا المنحرفين في المجتمع.....اي الذين هم غير مستقيمين.......مجال ليتعرفوا على بعض ويواصلوا المتعة عن طريق النت ان لم يتمكنوا من ذلك في حياتهم الواقعية.....اصبح النت يسهل كل شئ ويتحدث في كل شئ حتى في هذة الأمور التي كنت اظن ان من يسير فيها عليه حتى ان يسترها ولا يجهر بها حتى لا يعاقبه الله ضعفين الا يكفي انه يعصي الله..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......لكن هذا الجهر وهذا العهر كان فوق احتمالي......اغلقت النت وجلست مع نفسي فقط لأتخيل كيف تكون حياة فتاة تفعل هذا علنا.....وماذا يكون شعورها ان حادثها شخص بهذة الأمور دون حتى ان تعرفه.......ماذا يفرقها عن فتاة الليل؟......لم اعد اتحمل....تقيأت كثيرا يومها......وشعرت باشمئزاز حتى من البحث على النت......
بعد يومين من الأنقطاع على النت.....لم اتحمل اكثر من ذلك وعدت من جديد.....رجعت لذلك المنتدى الأسلامي الذي دخلته يومها وتعرفت فيه على عماد......دخلت صفحته الرئيسية لأستعيد بعض الأمان والتوازن......وجدت اعلان على اليسار...عن موقع للزواج!!.....استغربت كثيرا....كنت اظن ان الشركات ومكاتب الزواج تكون في مكان ما على ارض الواقع وندفع لها مال لكي تبحث لنا عن الشريك.....صرعني الفضول فدخلت الموقع.....فوجدت ان العديد من الأعضاء مشتركين فيه رجال ونساء من مختلف الأعمار ومختلف *****يات ومختلف الأشكال والألوان.....كل شخص لديه ملف شخصي يكتب فيه احلامه عن مواصفات شريك حياته.....اعجبني الموقع...وفكرت لما لا أجرب التسجيل فيه.....سجلت باسم حورية....الذي ظل ملتصق بي طوال عمري.....وجدت اسئلة كثيرة جدا لكي اشترك...عن العمر والشكل والطول والوزن....و*****ية والديانة والأهتمامات....اشياء كثيرة....استمتعت وانا اجيب عن كل الأسئلة.....حتى اصبح ملفي جاهزا....... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......وجدت الموقع يطالبني بوضع صورتي حتى يكتمل ملفي....لم اهتم وقلت في بالي لابد وانه لا فتاة تضع صورتها الحقيقية هكذا علنا في الموقع...وحين قمت بعمل بحث.....عن الفتيات لأتأكد....وجدت ان تسعين بالمئة من الفتيات يضعن صورهن....وهن بابهى صورة......وجدت مختلف انواع *****يات......فتيات جميلات جدا وفتيات اخرى عاديات......استغربت انهلم يذكر لي احد هذا العالم من قبل.....وفوجئت ان رسائل من اعضاء رجال بالموقع تصل لي رغبة بالتعارف الجاد من أجل الزواج.....اجمل ما في الأمر اني استطيع قراءة الملف قبل ارد عليه...اعرف جنسيته ووظيفته وارى شكله كذلك....شعرت ان مواقع الزواج افضل بكثير من الشات.....وفرصة للتعرف الجاد......وشعرت ببعض الأمل.......
كل عضو تعرفت عليه في موقع الزواج كان يبدأ حديثه معي دوما برغبته الجادة في الزواج وفشله في معرفة اي فتاة تصلح للزواج في حياته فلجأ للنت......كل عضو منهم كان يطالبني بصورتي في بداية التعارف والحجة قوية ومعروفة انه بغرض الزواج واي عريس من حقه ان يرى عروسته.....فكنت انصاع في النهاية واريه صورتي ولو للحظة......ولكني بعدها اكتشف ان هذة بداية الطلبات....فمنهم من طالب بمقابلتي......والجلوس معي في مكان عام ليتحدث معي......شعرت بالخوف فكيف اعطي موعد لرجل على النت لم اقابله من قبل......ثم اليس من المفترض ان نتعرف على شخصية بعضنا اولا...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......ونرى ان كنا متلائمين لبعضنا قبل ان يبدا طلباته؟.....قابلت انواع غريبة من الرجال...منهم ضابط الشرطة سليط اللسان الذي كتب في ملفه انه مهندس....وحين سألته عن وظيفته اخبرني انه ضابط شرطة....وحين استنكرت هذة الكذبة قام بمهاجمتي وقال لي هل تظنين ان كل شئ مكتوب هو صحيح.....وما يقنعني انك فتاة اساسا....ربما تكونين رجلا يحادثتني ليخدعني....يجب ان اراكِ على الكاميرا لأتأكد انك فتاة....شعرت ان هذة مجرد طريقة ليجعلني اقع في الفخ ويراني على الكاميرا....وحمدا لله لم يكن عندي كاميرا من الأساس....فقلت لهاني لن افعل....شعرت انه مخبول فوضعت ايميله في التجاهل وريحت حالي....فوجدته يرسل لي شتائم كرسائل خاصة على الموقع ويقول لي (ليه طالعة فيها اوي على ايه انتي مين يعني!!).....فقمت بتبليغ ادارة الموقع عنه وعن رسائله.......ووضعته في قائمة التجاهل حتى في الموقع.....ووجدت رجل اخر من مدينة بالصعيد....فلاح بمعنى الكلمة.....كلامه كله فظ للغاية.....هذة طبيعته ولا يقصد ذلك......اراد ان يكلمني مايك....كنت في ذلك الوقت قد تجرأت واشتريت مايك...فهذا افضل من اعطي رجالا لا يستحوق رقم هاتفي ليزعجوني بعد ذلك في وقت غير مناسب......من الفضل ان اجرب موضوع المايك......وفعلا حادثته على المايك....وشغل لي هو كاميرته....دون ان يراني....فرأيت الغرفة الرثة التي يجلس بها وملابسه المبهدلة..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......وسمعت طريقة حديثه الفلاحي الغير عادية بنفسي....برغم انه كان شخص طيب بالفعل وطبيب بيطري ومقبول الشكل ويتعامل معي بشكل جيد إلا ان طريقته نفرتني منه جدا.....فقطعت علاقتي به دون ان ان اخبره السبب.....واكثر ما كان يغيظني رسائل من رجال في عمر الستين وفي عمر الخمسين يرسلون ليتعرفوا علي وانا اصغر من اولادهم...والعديد من الرجال المتزوجون يرسلون لي ليتعرفوا علي....امور اعجب من العجب تعرضت لها في هذا الموقع....لكني لاحظت نفس الحجج تتكرر ونفس الطرق التي يتحايل بها الرجال على قلوب الفتيات الراغبات في الزواج بشدة......ومنهم طريقة غبية جدا ان يقول لها انه مسافر لأحد دول الخليج وكون مال كثير.....وانه سينزل قريبا في خلال شهر الى بلده ليقوم بخطبة الفتاة التي يختار...فعليها اذن ان تفهم من ذلك ان يحبها وتحبه وتريه صورتها ونفسها كاميرا وتحادثه وتعطيه رقمها وكل شئ في اقل من شهر وبعد كل هذا يقرر هو ما اذا كانت مناسبة ام لا... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......وإن رأى الفتاة ولم يعجبه شكلها....يقول لها انها جميلة وفاتنة.....ويقول لها انه مضطر للأغلاق لسبب طارئ وانه سيقابلها غدا....ثم لا يظهر مجددا....ويقطع علاقته بها نهائيا.......او ان يقنع الفتاة من اول معرفته بها انه شعر بشئ غريب اتجاهها يجعله يصر عليها ولن يتركها وانه سيتبع احساسه......وأكثر تصرف غبي من االرجال حين يقول للفتاة انا مع كل الفتيات لا اهتم واجعلهن يجرون ورائي لكن معك انتِ شئ مختلف اشعر اني اريد ان اجري خلفك واجعلك بأي طريقة تحبيني....وكانه حين يتحدث معها عن الفتيات بهذا الشكل المهين ويظهر لها كم هو مرغوب وكم تنازل وترك جميع الفتيات ليسعى وراءها هي ان تعتبر هذا نيشانا على صدرها وتزغرد من اجل حظها السعيد وترتمني بحضنه ولا تضيع هذة الفرصة الثمينة.....مثل هذة النوعية كنت امسح بهم البلاط ذهابا وايابا......واخرج قاموس الشتائم لأمطرهم بها.......وهكذا دواليك....
لن انسى ذلك الشاب سعيد......الذي حادثته ورايت صورته كان شاب وسيم طويل وعريض.....معسول الكلام يعمل موظف بشركة في احدى دول الخليج...والذي كان من نفس مدينتي....حين تحادثنا في البداية كان ودود ولطيف معي......واخذنا الحديث فأخبرني عن عنوانه بالضبط....ففوجئت انه يسكن بنفس الشارع الذي اسكن به اي اننا جيران....وهذا ما جعله يطير فرحة ويقول لي ان هذة اشارة من السماء اني العروس المنتظرة......وفي اليوم التالي اخبرني انه اخبر والدته عني وانه حين ينزل اجازة في العيد سيأتي هو وهي ليخطباني..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......كنت اشعر بالفرحة لتهوره....ولكني لاحظت طريقته الغريبة في التعامل معي...منذ ان قلت له اني احبه.....فجأة تحول من دور الرجل العاشق الى دور سي السيد الذي يضع رجلعلى رجل.....ويطالبني ان امسح قدميه.....اذا تأخرت عن موعدنا على النت يفتح تحقيقا عن سبب تأخري وان قلت له اني خرجت يفتح تحقيق اخر عن سبب خروجي والى اين ومتى وكيف لم أخذ اذنه وكأنه امتلكني...مع اننا لم نكمل الخمسة ايام سويا!!.......هذة المرحلة بعد خطوبة شهور يمكن ان يصل اليها قلب الفتاة فتتقبل هذا التحكم الغير منطقي وهذة العنجهية في التعامل معها كنوع من الحب.....ولكنه اصلا لا يعرفني ولم يمضي ساعة واحدة في استمالة قلبي حتى يفعل بي هذا....بل انه كان دوما يقول لي نفس الجملة....لو فعلتي كذا دون اذني لكسرت رأسك..ولسحقتك ولفعلت ولفعلت وعليكِ ان تطيعيني دون نقاش افهمتي!!...ما هذا من يظن نفسه؟......هل يظنني جارية عنده؟......صدقت الكاتبة احلام مستغانمي حين قالت ان كل رجل عربي يعيش بداخله حاكم عربي مستبد.....لم يجد شعبا ليتحكم بهم ويعذبهم فيخرج هذة العقدة الشرقية في المرأة التي يقترن بها..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......بل اني شعرت ان هذا هو فقط سر رغبة الرجال بالزواج....هو ان يخرج رغباته في تل كالمرأة وكذلك العقد والرغبة في التحكم ولوي الذراع.....ماهذة النوعية البشعة الغريبة......طبعا لم اتركه دون ان اعطيه حقه من الشتائم والمهانة....فلقد اصبحت هذة هي متعتي ان اجعل رجل طويل وعريض لا يسوى شئ من كثر الشتائم.....ولو كان امامي لقمت بركله كذلك......
فجأة وصلتني رسالة من فهد.....يريد التحدث معي مباشرة.....كلمته.....فقال لي انه ظن اني نسيته.....واني كرهته....واني لا اريد التحدث معه.....فوجدت نفسي اقول....ان لا احد يكره من احبه يوما....حتى لو فعل فلن يكون من اعماق قلبه.....فكرت في كلامي بعدها.....ترى هل انا حقا لا اكره شخص مثل عماد؟....لا بل اكرهه....كل حبي العظيم تحول لكره واصبح كره اعظم....ثم بردت نار الكراهية....وصار لا يعني لي شئ......لم اعد امقته.....ولم اعد كذلك احمل له اي نوع من انواع العاطفة......اصبح لا شئ.....ولكن بعد فترة طويلة جدا.....عكسه طبعا بعد ان نسيني في نفس اليوم الذي افترقنا فيه ان لم يكن قد نسيني من قبلها.....اخبرني فهد انه اشتاق لي كثيرا..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......وانه جلس طوال هذة المدة يحاول معالجة غضبه من رسالتي.....وانه جرح من كلامي جرحا كبيرا....ضحكت وانا اقرأ كلامه.....لا يختلف عن غيره من الرجال...قال لي انه يريد ان يكلمني الآن على الهاتف.....تذرعت باي شئ وقلت له ان والدتي موجودة ولا ينفع ان اكلمه.....ففوجئت به يسألني....ان كنت اكلم غيره على الهاتف لذلك لا اريده.....فقلت لا طبعا.....هدأ قليلا....ثم قال لي انه مازال يحبني.....وانه تعذب كثيرا الفترة الماضية....فكرت في نفسي.....ماذا سأخسر.....لأرى ماذا يريد.....اصبحت اقول له الكلام دون ان اشعر.....كاني اسمع اسطوانة انا حفظاها......نفس كلام الحب الذي لا احس منه ادنى درجة......بل اني كنت امتع نفسي..بالحديث معه ومع رجل غيره من الموقع بنفس الوقت.....كنت احب ذلك.....كنت اشعر اني ارد له الجراح التي فعلها بي.....في اول علاقتي به كنت احزن ان رحل باكرا او انشغل عني او لم يعطيني كلمات الحب..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......لكني ها المرة لم اكن اهتم بأمره مطلقا...مثلما جاء مثلما رحل.....لا اعترض ولا اظهر اني غاضبة ولا اي شئ.....لانه فعلا لم يكن يفرق معي.....برغم انه عاد الي افضل من السابق بكثير...عاد يهتم بي بشغف ويمطرني بكلام الحب.....لكني لم اعد اكترث له......كنت استمتع بمعاملته ببرود....نفس البرود الذي كان يعاملني به......بل اني كنت اتعمد التأخر عليه بالرد.....لكي يحرقه الشك بأني اكلم غيره......وحين يجن جنونه.....اكلمه بمنتهى البرود....وانكر كل شئ.....وامعن في جعلي كذبي واضحا حتى يغار اكثر ويجن اكثر.......لم تعد تهمني المبادئ....ولا الطيبة.....كلما اريده ان اعذب هذا الرجل كما عذبني.....واجعله يشعر انه لايساوي شيئا لي.....وحين اشعر انه سينفجر......ابدا اظهر الحب له......واااااو لقد اصبحت بارعة في تعذيبه.....وتعرفت على ثلاثة رجال بنفس الوقت.....كنت اسأله عن زوجته باهتمام واولاده......بل اني كنت امعن في اغاظته.....واطالبه ان يهتم باهله اكثر حتى لو على حساب كلامنا.....وكاني اطرده بشكل مهذب....فكانت تثور ثائرته......حتى غضب وقال ان ما نفعله هذا ابعد ما يكون عن الحب......وانه لن يكلمني مجددا.....قلت له لا بأس افعل ما تحب لا يهمني....وبالفعل لم يهمني يرحل او لا يرحل....لا يهم.....وماهي إلا يومين......حتى جاء يكلمني.....قال لي ان خالد كلمه وحكى له عني.....واخبره اني ارتميت عليه لكنه رفضني..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......في الوقت الذي كنت فيه مع فهد واحبه.....ثم انفجر فهد في الشتائم لي.....قال اني لا اعرف شئ عن الأخلاص والحب....واني امرأة لعوب.....وانه كره نفسه لشدة حبه لي......اشتعلت غضبا......واطلقت لساني.....وشتمته بكل ما اوتيت من غضب......قلت له انه اصلا رجل قذر ليس من حقه ان يتوقع الأخلاص من احد......يخون زوجته ويتحدث عن الأخلاص؟......قلت له انها مسكينة بالفعل لأنها تزوجته.....وان اولاده كذلك مساكين لأنه مثلهم الأعلى......وقلت له انه احقر من ان تقدر على حبه اي فتاة.......فهو لن يكفيها.....قلت له ان زوجته لابد تتعذب.....لأنه زوجها وحده.....قلت له كلاما كثيرا.....جدا.....حتى اني لم احكي له حقيقة قصتي مع خالد.......اكتفيت فقط بشتمه....ولم اهتم ابدا....بان يعرف حقيقتي....لأنه لا يستحق.......وكالعادة وضعته في التجاهل قبل ان يصلني رده......
لم استطع النوم يومها.....امرأة لعوب.....هذة الكلمة ظلت تؤرقني......كره نفسه لأنه احبني...امرأة لعوب.....لعوب.....ماهذا الذي اصبحته.....من انا......اين ذهب الحب....اين ذهب قلبي وصدقه وطيبته.....ماذا جرى لي اصبحت استمتع بتعذيب الناس...وبلوي قلوبهم....وبالانتقام منهم..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......اصبحت اكلم اكثر من رجل في نفس الوقت......اصبحت اكذب في كل الكلام الذي اقوله لأي رجل.....لاوقعه في حبي.....اصبحت لا ابالي لاي احد.....لقد اصبحت بالضبط.....مثل عماد!!.....لقد اصبحت كما كنت اكره تماما....النموذج الذي صرت امقته.....اصبحته فجأة.....لما هذة المرارة الشديدة في حلقي.....لماذا نسيت ما معنى الأبتسام؟.....لما لم اعد اضحك.....او حتى ابكي.......لما لم اعد اتأثر بكلمة احبك....التي كانت قديما تزلزلني.....ألأن من يقولها غير صادق؟....ام اني انا التي اصبحت لا احسها ولا اؤمن بها.....ماهذا الذي وصلت اليه......انا لست هكذا.....هذة ليست حبيبة....هذة ليست انا.....هذا هو الوجه القبيح مني.....يا الهي.....لقد لبسته كثيرا.....حتى ماعدت استطيع ان اتخلص منه فاصبح وجهي الحقيقي.....كيف سأرجع الان لما كنت عليه؟.....كيف؟.....يالهي.....ساعدني...ساعدني