الفصل الخامس
سهر الحب جميل.....والنوم مرتاح البال وسعيد ومتهني بالحب اجمل واجمل....جربت هذا وذاك مع عماد.....من اللحظة التي افتح فيها عيني حتى اللحظة التي اغمضها افكر بعماد وحده وبكيفية الوصول اليه....افرح فرح الكون حين يخرج والدي او اهلي وابقى وحدي لأحدثه....افرح فرحة اكبر حين اخرج لأتمكن من الحديث معه على الهاتف والأستماع الى صوته الذي يسحر قلبي وعقلي سويا.....صحيح ان علاقتي بصديقاتي قلت جدا منذ عرفت عماد فما عدت بحاجة لأحدهم......ولكني ماكنت لأبعد عن آية....بعدت عنها مسافة تسمح لي بأن استمر في اخفاء موضوع عماد عنها ليس إلا....ولكني كنت استغل كل فرصة اخرج فيها معها حتى اتمكن من مهاتفة عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*كانت صديقتي آية مستغربة لحالي فهي تعرف اني طوال الدراسة كنت اتمنى ان اعمل بسرعة حتى اتمكن من تحقيق ذاتي وبدئ حياتي وفتح مجالات كثيرة لتعرفي على الناس وتعرف الناس علي فهي تعلم انه لم يسبق ان تقدم لخطبتي احد....ولكني فاجأتها برغبتي في الجلوس في البيت فترة لأرتاح بعد عناء الدراسة....مع أن شهور طويلة مرت ولكن آية في ذاك الوقت كانت مشغولة بشريف...العريس الذي تقدم لخطبتها والذي كان يعجبها منذ زمن بعيد حيث كان جارها.....كنت اشعر انه حقا سيتقدم لها وكنت اتمنى انا وهي ان يتقدم لها في الدراسة لكن لم يحصل.....وحين تخرجنا كانت تلك اول خطوة فتقدم لها ولم يوافق عليه اهلها في البداية مباشرة....ولكن اخيرا تمت قراءة الفاتحة بشكل بسيط وبدون ارتداء خواتم.....وقررت ان تعمل خطوبتها في خلال شهر....وكان ذلك بمثابة اجمل خبر للسنة كانت سعيدة ومشرقة وكانت دوما تقول لي انها تتمني لو اني الحقها في اسرع وقت او ان نقم زفافنا سويا انا وهي في ليلة واحدة ومكان واحد.....كنت اشعر دائما ان آية متفائلة للغاية....كنت احاول اقناعها ان الفرق شاسع بيني وبينها فشريف ليس اول عريس مناسب يتقدم لها الفرق بينه وبين غيره هو ان قلبها متعلق به برغم انها لم تحادثه من قبل.....تمنيت لها السعادة من كل قلبي ووعدتها بمساعدتها يوم خطبتها....ولكني اعرف قدر نفسي وكنت اشعر ان يوم خطوبتي بعيد تماما عن الوقت الحالي....دفنت احزاني وركزت كل تفكيري على عماد.....لم يكن عماد بالنسبة لي حبيب فقط......بل انه حتى كان المسكن لي من كل الامي وخيبة املي في الحياة.....كنت دوما اقول لنفسي يكفي ان لدي عماد.....مهما اخذت مني الدنيا فقد اعطتني عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لذلك جعلته كل حياتي ولم اهتم بشئ في الكون غيره لا اهلي لا عملي لا دراستي لا شئ....فهو يجلعني سعيدة......ومهما كانت سعادتي باي شئ في حياتي فهي لا تضاهي سعادتي معه......وما اريده في هذا الكون هو ان اكون سعيدة.......
كانت مكالماتنا غالبا لا تتعدى العشر دقائق....لم اكن اجد كلاما اقوله له لشدة فرحتي حين اكلمه بشكل مباشر....كان الكلام بيننا دوما قليل واحيان كثيرة نقول نفس الكلام في كل مرة.....كنت استمتع حين ينادي اسمي....وكنت استمتع اكثر حين يقول لي احبك....اشتاقك.....اعشقك....اعبدك....كانت كلماته تدمرني....كنت دوما اترجاه ان يضحك....فصوت ضحكته كان خمري.....فيرد علي ويقول: (قولي لي شيئا مضحكا لأضحك إذن!!)....فلا اجد ما اقول فيضحك.....كنت اضحك معه من كل قلبي....وحين يحين موعد اغلاقي المكالمة كنت اشعر بخيبة امل كبيرة وانتظر بفارغ الصبر الموعد التالي الذي ساخرج فيه لأكلمه.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*وحين يطول المسافة بين المكالمة والمكالمة كان يتصل بي في البيت وانا وحدي دون ان اتحدث فقط استمع إليه....ليقول لي اعذب الكلمات....كنت اشعر بالفرحة لأهتمامه وشدة حبه ورومانسيته......ولكني كنت احيانا كثيرة اتضايق من المعنى الكامن وراء كلماته حين يتطرق لشئ خاص بالعلاقات.....كنت امثل الغضب واحيانا كنت اخاصمه حين يزيد عن حده ويتحدث كثيرا عن القبلات والأحضان....فيتمالك نفسه ويصمت ويحاول مصالحتي......كنت احب فيه عدم قدرته على تحمل غضبي منه ولم اكن طبعا لأتحمل انا ثانية واحدة في خصام معه.....
كنت اخبره كل شئ عني وكل شعور يجول بصدري....سألته عن عيد ميلاده كان قريب.....وسألني عن يوم مولدي....اندهشت ان برجه مناسب جدا لبرجي وعرفت سر تفاهمنا معا بغض النظر عن ايماني بهذة الأشياء.....اخبرت عماد باكثر شعور سخيف في داخلي وهو اني كل عيد ميلاد اتمنى ان يكون عيد ميلادي التالي مع خطيبي...لأني في الأعياد خصوصا عيد ميلادي وعيد الفطر وعيد الأضحى....كنت اشعر بوحدة اكبر من بقية ايام السنة حين انظر لما يحدث لزميلاتي مع احبائهم او خطابهم في مثل هذة المناسبات....من مفاجآت جميلة وهدايا ومواقف رومانسية.....كما ان الكثير من زميلاتي تمت خطبتهم في تلك الأعياد......ويوم عيد ميلادي بالذات كنت اقضيه كل سنة اشعر بالحزن وانا اتمنى وجود رجل في حياتي فهو اصعب ايام السنة بالنسبة لي........فقال لي عماد (يوم عيد ميلادك سيكون اجمل ايام عمري...وسأحرص على ان اجعله اجمل ايام السنة لديك....سترين حبيبتي....فمنذ اليوم لن تقضي اي عيد بدوني!!)...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*سرحت بيني وبين نفسي وتخيلت كل عيد قادم لي مع عماد...وشعرت ان السعادة التي انا فيها اكبرمن ان استوعبها....خفت ان احسد انا ذاتي....وبدات افكر منذ الآن كيف اجعل عيد ميلاد عماد اجمل ايام حبنا....لابد وان ابذل كل مجهودي في التعبير عن عشقي له في ذلك اليوم.....فعماد ليس مجرد رجل عادي...وليس مثل اي حبيب عادي.......
لم يكن هذا فقط ما يفعله معي عماد...كان يكلمني عن عمله في شركة المقاولات كمدير مالي.....ويحدثني عن مدى صعوبة مهنته.....وعن تعبه....وحبه للأجتهاد ونشاطه في عمله وتميزه وحب الآخرين له....كان يحكي لي حكايات يومية عن هذا الأمر فكنت اشعر بالفخر به بيني وبين نفسي....وقلت في بالي شاب بهذا السن يصبح مدير مالي رئيس لقسم الحسابات لابد ان هذا من شدة نشاطه وتفوقه.....كنت فخورة جدا به اريد ان اصرخ للدنيا كلها هذا هو حبيبي انا..... كان يحكي لي حكايات يومية عنه وعن والدته.....كنت خائفة دوما من رغبة والدته بتزويجه باقصى سرعة.....فقد خفت ان تختار له عروس فينساني عماد ويستمع إليها....وذات مرة حين كنا نتحدث على النت انا وهو قال لي:
- تصوري ان والدتي ضمتني لصدرها اليوم وقالت تبدو لي عاشق وغارق في الحب حتى اذنيك
- معقول؟؟؟ وكيف عرفت يا عماد؟؟؟....
- لابد انها لاحظت من فرحتي الدائمة او نظرة عيني او ابتساماتي...او سرحاني حين افكر بك يا حوريتي.....اتعتقدين انها رأت صورتك في عيني؟؟؟
- (وجه خجول).....تلمس قلبي بكلماتك يا حبيبي الوحيد.....اخبرني بسرعة ماذا قلت لها؟؟؟
- قلت لها اني فعلا عاشق.....وسألتني عنكِ.....لم اجب...فقالت لي ايا كانت يجب ان تستعد لخطبتها....وإن كان قلبك قد اختارها فلتكن ملكا لك بقية حياتك.....فقلت لها ان قلبي فعلا قد اختارها ولا يريد احد سواها
شقهت وانا على الجهاز وحمدت ربي الا احد في المنزل سواي وإلا كنت قد كشفت......ظل قلبي يدق من شدة الدهشة والفرحة.....لم اكتب حرفا.....لم تطاوعني اصابعي....يقول خطبة...يقول ان قلبه اختارني....يقول انه حدث والدته عني....ان الموضوع جديّ اذا....سأتزوج اول رجل عشقته في عمري.....سيكون حبي الأول والأخير....سيكون كل شئ...يا إلهي...هل يمكن ان تكون كريم معي إلي هذا الحد؟؟ وجدته يكتب:
- يبدو ان عصفورتي تشعر بالخجل......احس بخديك ساخنين تحت اصابعي....اريد ان امسك بوجهك الملائكي بين يدي لأطبع قبلة على كل خد.....واقول لك هل تقبلين بي زوجا يا حبيبة روحي؟؟؟
لم استطع ان اكتب...لم اعرف ماذا يجب ان افعل...كدت اجن من الفرحة....كنت اشعر حقا اني مازلت احلم....قد اتيه في عالم احلام اليقظة لدرجة الا اميز الواقع من الخيال ولكنه حقا يحدثني....لم استطع ان اكتب اي شئ.....هرعت إلى هاتفي واتصلت برقمه....كان تهورا غير عادي فوالدي سيكون هنا في اي لحظة ولكني لم اتمكن من الصمود.....فرد علي....ولم يقل مرحبا بل قال:
- جاوبيني حوريتي....تزوجيني....كوني امرأتي.....زوجتي....اريدك بأي شكل....قوليها...
- اعشقك يا عماد.....اعشقك ولا شئ اتمناه من كل قلبي سوى ان اكون زوجتك.....
- يا معبودتي الجميلة...انتي من هذة اللحظة زوجتي.....لن اناديكي سوى مراتي......مراتي حبيبة....
- جوزي عماد.....ياه ما اجمل هذة الكلمة.....تشعرني بشعور لا يوصف يا عماد.....جوزي عماد....جوزي عماد.....
- انها اروع كلمة....واروع لحظة في العمر.....من اليوم انتي امرأتي...ملكي....
- انا ملكك...للأبد ملكك....ولن اكون لأحد سواك.....ااااااااااااااه كم احبك....كم انا سعيدة يا عماد....
في تلك اللحظة سمعت صوت والدي وهو يحدث جارنا فاغلقت الخط فورا.....واغلقت كل شئ....وتوجهت إلى غرفتي....اغلقت النور مع انه لم يكن موعد النوم بعد...لكن كان موعدي مع احلامي اللا منتهية...يحق لي كل شئ اليوم فهو اجمل ايام عمري كاملة....اجمل الكلمات سمعتها من حبيبي الآن....وتحققت كل احلامي دفعة واحدة....سأكون زوجة لأعظم رجل في الوجود.....ساكون سعيدة لأخر يوم في عمري....مع رجل اعشقه ويعشقني.....ساهتم بوالدته وارعاها واسكنها عيني......وسأجعل هدف عمري كله اسعاد عماد..... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*ضحكت على نفسي حين تذكرت كيف كنت احدثه وماذا قلت له لابد وانه لاحظ كيف جننت من السعادة....ماذا افعل لم اتمكن من كبح نفسي ولا مشاعري إن لم يفرح الأنسان بكل ما فيه في اكثر لحظات حياته فرحة فلما التظاهر؟...ومافائدته؟.....ما فائدة ان اظهر له متماسكة وثقيلة....وتمر اللحظة دون ان اتمتع بجمالها بكل عنفواني....وليعرف اني سعيدة كما انا بالفعل واكثر....فهو زوجي وانا زوجته....اجل منذ هذة اللحظة جعلتنا قلوبنا ازواج.....وما سيحدث بعد ذلك مجرد تحصيل حاصل واوراق رسمية ليس إلا......حلمت بالفستان الأبيض والزفاف....ربما حقا اني استطيع ان اجعل ليلتي وليلة آية في يوم واحد وربما اكون قبلها ايضا يا إلهي كيف لم افكر في هذا......والدي قرب على السفر سيسافر في خلال اسبوعين لمدة اشهر طويلة من اجل عمله لابد وان يتقدم لي عماد في هذان الأسبوعان......لابد اني اكثر البنات حظا في الكون.....لم اتمكن من النوم يومها وانا اتخيل ايامي القادمة بكل ما تحمله لي من فرح..........
حين تحادثنا على النت في اليوم التالي انا وعماد.....كنا في قمة اشتياقنا لبعضنا....وكانت اول كلمة قالها لي هي زوجتي.....كنت في قمة السعادة وحين سألته متى يفكر في التقدم لخبطتي....وذكرت له ان والدي مسافر بعد اسبوعين.....فقال لي:
- حوريتي انا سأضطر اذن للأنتظار حتى يعود والدك من رحلة العمل فلا يمكنني التقدم لك في الوقت الحالي...
- لماذا عماد.؟؟؟
- حبيبتي انتي ستكونين زوجتي يجب ان اكون جاهز لكل متطلبات والدك واحتاج فقط ستة اشهر ليس إلا لأكون جاهز كليا للتقدم لخطبتك....لا تقلقي بالمرة فلن اسمح لأحد ان يأخذكِ مني ستكونين لي....لي وحدي
- انا لك منذ الآن يا حبيبي.....ستة اشهر.....لا بأس كما تحب.....كنت اظن انك تريد التقدم الآن هكذا فهمت من خلال كلامك مع والدتك.....
- لا تقلقي فقد حدثتها عنكِ......وهي ايضا تعلم ظروفي حتى انها قالت ستساعدني بقدر ما تستطيع....بالمناسبة احب ان اسالك سؤال مهم.....هل تقبلين ان تعيش معنا والدتي في شقتنا؟؟......
- حبيبي.....انا احبك واقبل ان اكون معك مهما كانت الظروف.....وسأهتم بوالدتك كثيرا.....
- ياالله كم انت مذهلة....حقا لقد احسنت الأختيار.....لن ادعك تفلتين من يدي ايتها الفتاة.....فأنت جوهرة لا تقدر بثمن......
انا احب عماد...شعرت بخيبة امل ولكني احبه......ايا كان الوقت الذي سأنتظره فلا مانع لدي.....ولكني فقط صحيت من حلم جميل على الواقع.....ستة اشهر حتى يجهز نفسه.....ستة اشهر ليست كثيرة....فها نحن مع بعض منذ ثلاثة اشهر....لابد وان يمروا بسرعة البرق.....ان عماد يشعر اني لقطة....لن يفرط في ابدا....كما ان حبنا سيظل للأبد......حبنا من النوع الذي يصمد مهما مرت السنوات......
حانت خطوبة آية فذهبت انا ووالدتي لنحضر حفلتها....كانت حفلة في منتهى الجمال.....كان خطيب آية رجل مناسب جدا لها....رايت ذلك حين رأيتهما معا....كان هناك شئ رائع في نظرته لها.....تمنيت ان اكون هناك جالسة على الكرسي الذي تجلس عليه....تمنيت لو ان عماد يمسك بيدي كما يفعل الشاب مع آية.....انه معها بلحمه وشحمه بينما هذا صعب للغاية لي انا وعماد.....ولكن انا وعماد سنكون اجمل.....اكيد سنكون اجمل....سنرقص سويا رقصة هادئة كما فعلا.....سيلبسني خاتم يحمل اسمه....وانا كذلك...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لابد وان تكون اجمل اللحظات.....فرحت من كل قلبي لآية....قبلتها ورقصت معها كنت بجانبها طوال الحفل....ولكن تفكيري كله كان مع عماد.....وفي نهاية اليوم تمنت لي ان الحق بها واتزوج في اسرع وقت ممكن.....كلمتها بنبرة امل.....وقلت :
- ان شاء الله قريبا يا حبيبتي.....فقط ادعي لي....
عدت ذلك اليوم الى غرفتي.....حاولت ان اتخيل ليلة آية وليلتي الآن والفرق بينهما.....آية سعيدة وهانئة ولابد انها الآن مع خطيبها بينما انا اجلس هنا وحدي...غريب....نفس الليل نفس السماء نفس الهواء....ولكن انا في مكان وهي في مكان مختلف تماما في حياتها.....شعرت ببعض الغيرة بداخلي....تمنيت لها الخير ولكني تمنيت ان اكون مثلها....اتصلت بعماد.....كنت اتمنى ان يكون معي....كان تصرفا جريئا ولكني قررت ان اسمع صوته لأنام هائنة انا الآخرى....فلم يرد.....استغربت كثيرا ولكن ربما كان قد نام......
سافر والدي فعلا وعادت ايام الجنة مجددا....عدت للمشاركة في منتدى ملتقى القلوب فقد كنت قد بعدت عنه فترة طويلة.....وجدت العديد من الوجوه الجديدة....لاحظت ان عماد لم يتوقف قط عن المشاركة وازدادت مواضيعه وقراءه......لاحظت اهتمام العديد من العضوات به......حروفهن في الردود عليه كانت تحمل معاني....استغربت ان عماد لم يذكر لي شئ من هذا....حين حادثته على النت فرح لسفر والدي وقال اننا سنعود لنأخذ راحتنا......لكني لم اعد للجنة كما ظننت.....فلقد شعرت بالم وانا اقرأ ردود الفتيات على عماد بشكل فيه تعدي للحدود معه....وكلما كنت احادثه في هذا الأمر كان ينفي ويقول ان الجميع يعلم مدى احترامه لذاته وانه لا يهتم لكل هذا....وقام بتحيتي على شريط الأهداءات....ليقنعني انه مازال كما هو باق على حبي وعشقي.....ولكن ليس هذا ما شعرته مع مرور الأيام......فلقد صحوت في يوم ودخلت النت لأستلم رسالته التي اعيش عليها وارسل له رسالتي.....فلم اجد رسالة منه.....دهشت كثيرا وقلقت عليه.....وبعد نصف ساعة من القلق المتواصل....وجدته قد حضر.....فبادرته:
- حبيبي اين كنت....قلقت عليك جدا ليس من عادتك ان تتأخر هكذا فأنت تعرف موعدنا معا....هل انت بخير؟؟؟ لقد قلقت عليك كثيرا.....كما اني لم اجد رسالتك...هل سترسلها لي الآن؟..
- انا لم اكتب رسالة يا حبيبة....
- ...........لماذا؟؟؟
- لم يكن لدي الوقت....كنت مرهق وبحاجة للنوم....
- حقا حبيبي؟؟؟....الف سلامة عليك...ارجوك اخبرني مما تشكو.....
- اشكو الصداع.......لا تقلقي حبيبتي سأكون بخير في خلال ساعات....
شعرت بألم كبير يومها.....اول حزني والمي كان لحاله ولأرهاقه.....والسبب الثاني اني سأجلس يوما كاملا بدون رسالة من عماد......لم اعتد على هذا فهو يعرف مدى اهمية الرسالة لدي فهي مثل غذائي......ان لم يكتب لي عنه وعن شعوره وحياته ويومه....فكأن يوما ذهب بدون عماد......كما انني في كل رسالة ارسلها لها اكتب له عن بعض المواضيع واحب ان اسمع رأيه فيها.....وكل رسالة بيننا لها معنى ولها مكان.....في صرح حبنا......كنت احب جدا حين يهديني اغنية.....فيكتب لي كلمات الأغنية.....وويكتب لي تعليقه عليها ليوجه لي الكلام......كان يعشق عبد الحليم......وجميع المغنيين القدامى....مع انه كان شابا إلا انه لم يكن يستمع لأي من المطربين الجدد.....كان هذا غريبا بالنسبة لي بعض الشئ ولكني قلت في نفسي أن ذوق هذة الأيام يختلف عن ذوقه فهو اكبر واعظم من ان يستمع لشباب هذة الأيام.......كان كل رسالة يهديني اغنية....ويكتب لي كلماتها....وكنت كل رسالة اهديه اغنية....احاول بقدر الأمكان ان تكون كلماتها في مستوى ما يحب....وكنت اكتب له كم احبه....وكم تعني كل جملة في الأغنية واحد على مليون فقط من مشاعري اتجاهه.....لا بأس ان ابقى ليلة بدون رسالته التي تساوي لي الهواء والماء......ولكن هذا الأمر تكرر....بل أنه استمر.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*حين كانت رسائلنا تتعدى عدد من الصفحات....اصبحت رسالته صفحة او اثنين ليس اكثر......لم يعد يكتب لي كما كان.....لم اعد ارى مشاعره كما كانت فيما مضى......وكانت تتكرر الأيام التي لا يكتب لي فيها بأي حجة......كنت اشعر بألم شديد وجرح اشد....وكنت اقضي هذة الليالي في اكتئاب.....وتأكلني الوساوس.....عما يفكر عماد في داخله....وهل هذة الحجج حقيقية ام انها مجرد طريق لكي لايكتب لي....هذة الرسائل بيننا مهمة فالوقت الذي نتحدث فيه سويا انا وهو على النت وقت قصير لا ننجح فيه بالحديث عن كل ما يدور فينا....فالرسائل كانت االبديل وكانت تشعرني اني اعيش معه كل لحظة في يومه وهو كذلك......فكرت في نفسي....عن الأسباب التي يمكن ان تجعل عماد يتصرف هكذا.....ربما لأني اتجاهل كلامه الخارج عن حدودي في رسائله....وربنا لأني كثيرا ما اعنفه ونحن نتحدث معا عن انفعاله في الحب معي ونسيانه نفسه.....فيتحدث عن القبلات واماكنها فأنفجر فيه....ونتخاصم......اذكر تلك الجملة في ذلك اليوم....:
- انتي غير معقولة يا حبيبة.....ان بقينا هكذا سيصاب حبنا بالملل....انتي زوجتي وانا زوجك فلما تخجلين مني لست افهم.....نحن نحب بعضنا ومن المضحك ان نقول لبعضنا نفس الكلام كل يوم....يجب ان يتطور حبنا...هذة هي مشاعري اتجاهك وهي مشاعر حقيقية فأنا رجل لا تنسي....اريد ان اخذك بين ذراعي والمسك....اريد ان اجعلك ملكي.....انا احبك حقا ولذلك اريدك....يجب أن يفرحك هذا لا ان يغضبك....
- هذا كلام غير مقبول يا عماد....انا ايضا احبك....بل اني احبك اكثر بكثير مما تحبني.....ولكن ما نفعله خطأ......اني اشعر بالذنب.....
- اذن هكذا ستعامليني حين نتزوج؟؟؟...اي زواج سيكون زواجنا؟؟؟
- هل تظن اني سأكون هكذا معك بعد الزواج؟....بالعكس حبيبي سأكون اكثر منك انفعالا....اني احبك واحتاجك لكننا لم نتزوج رسميا بعد....
- اذن هذا ما يمنع زوجتي عني....مجرد ورق.....ماالذي تقولينه يا حبيبة....الست انتِ التي تناديني زوجي كل يوم....الست انتِ التي تقولين ان حبنا يجب ان يبقى مشتعلا طوال حياتنا.....انك تقتلينه بجمودك....
- يا حبيبي انا لست جامدة.....انا ما احمله في داخلي اقسم لك اضعاف ما تحمله....انا ايضا اريد ان....ان تلمسني واكون لك......ولكن في الحلال.....وليس هذا هو الشئ الوحيد الذي سيشعل حبنا......لأنه خاطئ.......
- أترين حقيقة مشاعرنا خطأ؟.....لم يكن الحب خطأ يوما,....لم تكن رغبة الحب خطأ.....لم تكن نار الحب وهما.....انتِ فقط ربما لم تصلي بما في قلبك إلى ما وصلت إليه....عموما انسي كلامي....ولنتحدث في شئ آخر........
لم يكن هذا الموقف الوحيد بيننا بل تكرر كثيرا....وكنت كل مرة اجلس بيني وبين نفسي.....امعقول انني هكذا اجعل حبنا ممل؟....ولكني لا اشعر بالملل اطلاقا بل على العكس....اني اشعر بسعادة طاغية....ولا اريد المزيد....وماذا كان المزيد.....ان نتقابل....صحيح.... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*لم يطلب مني عماد ابدا ان نتقابل....ان هذا امر غريب حقا.....مع اني وهو نسكن في نفس المدينة.....وليس صعبا ان نتقابل.....ليس لاني اريد مقابلته لا فهذا خطأ فادح....ولكنه امر يدعو للتساؤل......لم اترك شيئا في داخلي كما افعل مع عماد دوما وصارحته بما اشعر فقال لي:
- هل تظنين يا حبيبة انه لم يخطر ببالي ان اقابلك.....بل انه يخطر ببالي كل لحظة بل كل ثانية.....حتى انني كنت اتخيل بعض الأماكن التي من الممكن ان نتقابل فيها......ولكن انا اعرف ان هذا خطأ.....ولست مثل باقي الشباب....الذي يطلب من فتاته ان تفعل شيئا يسئ لسمعتها من اجله....انا اخاف عليكِ اكثر من نفسي كما تعلمين....كما اني.....لن اتمكن من كبح نفسي إذا رأيتك امام عيني.....فأنت تعلمين كم احبك.....
كانت هذة الكلمات كافية لأخماد اي تساؤل بداخلي بل وكافية لأغلاق الموضوع كاملا في عقلي......ولو اني تمنيت بيني وبين نفسي ان يجبرني....حتى اراه....كنت حقا اريد ان اراه...ولو من بعيد.....ولو بدون حتى ان نتحدث....ولكني صمت....لأجعل كل شئ في وقته.......استغربت في داخلي ان يفكر عماد في الزواج من فتاة لم يسبق له ان قابلها......وان يتقدم لها دون ان يراها.....ولكن ربما يفعل هذا لأنه يحبني ولا يهتم لأي شئ....فقد وصل حبه لأقصى الدرجات كما يقول دوما......
هناك اشياء كثيرة في عماد وتصرفاته كانت تدفعني للتساؤل....وتجعل الأفكار الموسوسة تجتاحني......عدم انتظامه في الرسائل كما كنا.....قلة اتصالته وقلة مدتها كذلك وقلة طلبه لها......حتى انه فاجأني في احد الأيام انه لم يقرأ رسالتي التي ارسلتها له قبلها بيوم.....كنت اشعر بالخوف....كنت اشعر بعدم الأستقرار......كنت اخاف ان يحصل بيننا بعد.....او فراق.....حاولت ان اتخيل حياتي بدون عماد.....فلم اجد اي اثر للحياة.....فتشت في ايامي....في داخلي....في خارجي....لم اجد اي شئ.....حقا لا شئ في حياتي سوى عماد*(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*....كنت احادثه....واسأله...فلا يجيبني....وحين كنت الح باحساسي وبتحليلي لتصرفاته....كان يغضب علي.....ويقول اني احب ان ادمر اللحظات الجميلة بالنكد......تألمت لتفكيره هذا.....ولكني كنت اصمت....خوف غضبه كنت اسكت....اني معتادة على الصمت....هكذا عودتني الحياة مع اهلي.....ولكن عماد لم يكن مثلهم في نظري يوما.....بل انه لم يكن هكذا ابدا كما هو الآن......لم يكن متساهلا حتى في ردوده على بنات المنتدى بهذا الشكل.....كنت احاول ان اقتل مخاوفي بحبه...وبكلماته التي كان ياسرني بها....حتى جاءت تلك العضوة التي سمت نفسها (مشاكسة)
كان اسمها على مسمى.....فلقد كانت حقا ما ينقصنا انا وعماد من مشاكل....تلك الفتاة منذ انضمت للمنتدى وهي تتقرب من عماد.....كان ينفي هذا ويقول انه مجرد احساس بالغيرة منها لا اكثر....ولكني كنت ارى هذا كل يوم اوضح من قبل....ردت على كل مواضيعه بلا استثناء.....فوجئت حين وجدت عماد يودها.....ويرد لها جمائلها بالرد على مواضيعها.....حين واجهته استغرب رد فعلي وقال لي انه يجب ان يفعل هذا....فهي بالأصل شاعرة قوية وجيدة.....كما ان هذة اصول المنتديات....فلما لا يرد لها على كام موضوع من مواضيعها.....فلن يخسر شئ......تألمت من وصفه لها بأنها شاعرة قديرة....وشعرت بصغر حجمي بجانبها.......كانت تكتب من الشعر ما يجعلني انا نفسي اقف مذهولة امام كلماتها.......تلك الفتاة.....بكل ما تحمل من موهبة.....شامخة محبوبة موهوبة....وحين تقف امام عماد....فهي مجرد قطة وديعة......وكانت كلما تنزل موضوع يهرع عماد لأخباري.....ويذكر ما هي الأبيات التي تعجبه في شعرها بل انه احيانا حين يستعصي علي فهمها كان يشرحها لي.....
شيئا فشيئا بدأت اشعر بسخف ما يفعل....برغم انه يرميني باسلحة كلماته الفتاكة....عن حبه لي وعن اني كنت وساظل حبيبته الوحيدة...ولكن حين فاجأني برغبته في عمل موضوع شعري ثنائي معها....كدت اجن....وليس هذا فقط ما اغضبني بل انه حكى لي عن الموضوع بعد ان اتفق معها على عنوان الموضوع وفكرته وبدا كل منهما يكتب ماهو مناسب...... *(مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب)*اذن انا اخر من يعلم....اذن هو يراسلها....من خلف ظهري......من شدة غضبي ركلت جهاز الكمبيوتر برجلي......فاصابه الصمت.....ولم اعلم ماذا افعل فاتصلت بعماد وصرخت فيه بكل حبي وكل غيرتي وكل جنوني وكل شعوري بالخطر.....لكن لم يجبني....وقال لي فقط اني ابالغ بتصرفاتي....واني هكذا اخنقه واخنق موهبة الشعر لديه وحبه لها.....واغلق الخط.....!!
بكيت تلك الليلة كما لم ابكي في عمري.....لماذا يحدث لي كل هذا....لماذا كان يجب ان تظهر هذة الفتاة في حياتنا,.....تذكرت كيف كانت رسائلنا سويا في بداية علاقتنا انا وعماد وخفت ان تكون هكذا مع تلك المشاكسة.....كنت اهدئ نفسي بأن عماد فعلا يحبني....وان ما بيننا من المستحيل ان يكون بكل بساطة مجرد حب تهزه فتاة كهذة...انه مجرد موضوع شعري.....نعم وماذا يعني.....ليس لأني لا اكتب الشعر فهذا يعني انه سيفضلها عني مثلا....انه امر مضحك...علي ان اصالحه فورا قبل ان يغضب مني ويمل مني.....وهذا ما فعلته بالضبط.....وبعد ثلاثة ايام نزل موضوعهما سويا.....وكان موضوعا يفوق الوصف لشدة ما كان شعرهما متناسقا......كادت الغيرة تميتني هذا اليوم وانا احاول كبتها ولكن لم يكن باليد حيلة.....ردود الأعضاء على الموضوع كانت تحمل معاني مستترة.....الجميع كان يشك في حب هذان العضوان لبعضهما.....كان ظنهما يثير جنوني وكنت حقا اتمنى لو اكتب موضوعا اعلن فيه اني احب عماد وهو يحبني واننا لبعضنا.....بل اني كنت اتمنى ان اكتب هذا في توقيعي وتوقيعه.....كانت هذة الأيام اسوء ايامي حقا مع عماد....فقد كنا نتشاجر كل يوم......حتى جاءت تلك اللحظة التي قسمت قلبي إلى نصفين.....
دخلت موضوع عماد مصادفة فوجدت تلك الشمطاء تكتب اعترافا بالحب في اخر صفحات موضوعه الشخصي....شعر لا يوصف....كتبت فيه كم تحبه...وكم يسالها الناس عنه وعن ظله في عيونها....فلا تجيب.....لأنها ستجيبه وحده...ان سألها....انها تحبه!!....