الفصل الخامس عشر
بنيت اول طابق في قصور احلامي.....واصبح لها وجود على ارض واقعي....لقد اصحبت مخطوبة!!......حتى هذة اللحظة لا اكاد اصدق.....انظر كل دقيقة الى خاتمي وانا لا اكاد اصدق......شعور مختلف جدا....حين اتصل بصديقاتي....وانبئهم بالخبر.....اني خطبت.....لا ادري لما قابلوا هذا الخبر بعدم التصديق....لم يفرح لي الكثيرات....فمعظمهن قابل الخبر بالحسد......وخصوصا ان خطيبي اسلام ليس اي احد.....معيد في كلية الزراعة وشاب وسيم كذلك.....كنت كلما اقول اني مخطوبة لأحد أقرأ صورة الفلق حتى احمي نفسي من الحسد....لم اتخيل اني ساكون مخطوبة بهذة السرعة ولشخص يمكن ان احسد عليه.....شعور اني ملك رجل...وانه في حياتي يحميني ويلفني تحت جناحيه....شعور ساحر....الشعور الأروع من هذا... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......ان احفظ رقمه باسمه على جوالي....باسمه الحقيقي وليس باسم صديقة لأخفيه كما كنت افعل مع ارقام الشباب الذين كلمتهم من قبل.....ايضا يمكنني الأتصال به في اي وقت وامام اي احد....والأجمل يمكنني ان اقول اني اتصلت به وانه قال لي وقلت له......لم يعد هناك سبب لأخفائي هذة العلاقة فنحن مخطوبان امام العالم كله.......كان هذا شعورا جديدا علي وكأن هما انزاح من على قلبي.....
دخلت على النت....واخبرت صديقاتي على النت بنبأ خطوبتي...لم اكن اصلا قد اخبرت احدا بأنه تمت قراءة فتحتي طبعا غير آية.....لذلك تفاجأ الكل بنبأ خطوبتي......اخبرتني صديقتي في منتهى اهل الشاطئ ان انزل موضوع في قسم مناسبات الأعضاء بخبر خطوبتي حتى يهنئني الجميع.....فتذكرت حين كنت ارى هذة المواضيع في اقسام مناسبات الأعضاء واحسد اصحابها....وقد آن الآوان لأكتب مثلها....فكتبت موضوعي ووضعت له صورة عروس في ثوبها الأبيض وكتبت عنوانه (باركوا لي على خطوبتي)....وما إن انزلته حتى انهالت علي التهنئات من كل الأعضاء اعرفهم او لا اعرفهم....بل ان بعض الأعضاء طالبني ان انزل صورة الخطوبة....طبعا رفضت..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......امتلأت صفحات الموضوع في خلال يومين بردود الكثيرين......قابلتني على الماسنجر صديقة قديمة من منتداي القديم ملتقي القلوب......وعرفت مني اني خطبت....فقامت بانزال موضوع بخبر خطوبتي في منتدى ملتقي القلوب برغم اني لم اعد فيه...انزلته بدون اذني ربما ما دفعها لذلك هو فضولها في معرفة ردود افعال الأعضاء ممن كانوا يعرفوني....وفعلا نزل الموضوع وقوبل بالأهتمام المتناهي......اول من رد عليه كان فهد....فهو مازال اداري في المنتدى....قام بتهنئتي ببرود وكأنه لا يعرفني.....استغربت من كلمات تهنئته....وظللت اتمعن بها كثيرا لعلي اجدا شفرة ما.....لكن لا شئ....سيبقى بارد كما هو...ولكن ما يهمني في شخص مثله؟....انه لا شئ.....اغرب شئ حصل لي....هو رد بعض العضوات التي كنت امقتهن...وهن يمقتنني....ليتظاهرن بمدى صداقتنا وقربنا لبعض...ويهنوني وكأنهم كانوا نائمين بحضني يوم امس!!......حتى تلك الفتاة ارق احساس هنأتني وكأنها هائمة بذكراي وانا وهي لا نطيق بعضنا....والأغرب العضوة التي تشاجرت معها صعبة المنال.....استغلت الموقف لتظهر روحها الرياضية وطيبة قلبها تلك الأفعي.....وباركت لي ووضعت العديد من صور التهنئة.....حقا ان عالم النت هذا عالم كله تمثيل وتفاهات لا حصر لها وكل من عليه يرتدون اقنعة....... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......حين فتحت ايميلي في اليوم التالي وجدت رسالة من عماد تنتظرني في البريد الوارد.....لم يكن لها عنوان......فتحتها وقلبي يدق بقوة كادت تمزق صدري.....فكتب فيها:
مبارك لك ايتها الحورية
لقد اصبحت مخطوبة لرجل اخر...ولكنك ستبقين ملكا لي....فلطالما كنت ملكي قلبا وروحا وجسدا.....انسيتي ماذا كنت تقولين لي وماذا كنت تفعلين معي.؟...كنت تتوسليني لأشعرك بالحب ملموسا.....تراك تفعلين هذا مع خطيبك ايضا؟....ام انه يفعلها عمليا؟....!!......عموما اتمنى لك السعادة مع الحب الجديد.....
قمت بسرعة وانا ارتعش لدرجة ان الكرسي من خلفي سقط ارضا.....ذلك السافل المنحط.....حتى بعد ان وصلت لهذة النقطة...مازال بنفس حقارته بل واكثر....يستمتع بتعذيبي وبتذكيري بما تنازلت عنه لأجل حبه....يا إلهي لو علم اسلام بهذا لتركني دون لحظة تفكير......يجب ان امسح هذة الرسالة....كيف امسح عماد هو الأخر من حياتي كيف....يا إلهي....ليتني لم اقع بحبه ابدا....ليتني لم اعرفه ولم ادخل هذا المنتدى اللعين...ليتني وليتني وليتني......
حاولت ان اهدئ نفسي حتى لا يظهر علي شئ حين يحادثني اسلام.....وفعلا اتصل بي بعد المغرب....فحكيت معه....كان يحاول ان يتقرب مني شيئا فشيئا......بأن يحكي لي عن حياته....وعن طبيعة عمله.....وعن الناس الذين يقابلهم.....واخبرني انه سال بعض الزملاء ليبحثوا عن وظيفة تناسبني.....وطلب مني الا اقلق بخصوص الموضوع فسيجد لي عمل في وقت قريب.....حين حكيت مع اسلام نسيت المشاكل التي كنت فيها فالكلام معه يريح اعصابي كثيرا.....احب حماسه وعصبيته حين يتحدث عن شئ يهمه....واحب هدوءه حين يريد ان يطلق نصيحة.....كنت اتحدث معه بخجلي المعتاد وتمنيت لو اني اكسر الحاجز بسرعة واكلمه كما كنت اكلم عماد او غيره......شئ ما بداخلي يشعرني اني شخصيتين منفصلتين.....كنت احاول ان ابقى معه كما هي حبيبة الواقعية امام الناس.....اكنت احاول ان ابقى معه بقناع الحياء الذي كنت ارتديه في الواقع......فتاة خجولة لم تعتد على الحديث مع الرجال او مخالطتهم.....لكني لم اتمكن من تخفيف شعوري الداخلي بالذنب....تجاه اسلام لأني احاول ان امثل عليه شخصية ليست انا لكي استطيع ان استمر معه..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......كنت اشعر بالذنب لأني احببت قبله.....لأني لم اعطه قلبي الأول الذي اخذه عماد.....والذي لم يكن يستحقه البتة....حين قابلت اسلام ندمت على كل شئ في الماضي.....والأكثر سوءا اني تألمت لأني لم اعد لعنفواني القديم وتفائلي بالحياة ولم اشعر حتى الآن بذلك الحب الخالص السعيد اتجاه اسلام كما كنت اشعر تجاه عماد....لا ادري حقا كيف ولماذا ربما لأن الشعور للمرة الأولى يكون له بريق خاص....فكرت ان اتخلص من كل شئ يربطني بالماضي....وان امحوه كليا.....نعم يجب ان امحو حبيبة الخاصة بالنت....ليس فقط من سجل حياتي...انما ومن داخل نفسي انا......فكرت وفكرت...اول شئ فعلته.....اني تركت هذة المنتديات...وعملت لنفسي عنوان الكتروني جديد......اضفت عليه صديقاتي الاتي اعرفهن......وقررت بيني وبين نفسي اني لن اعود للخطا مجددا وان اصفي ذاتي من كل وسخات النت لأكون صافية رقيقة مع اسلام وفي نفس الوقت استفيد من خبراتي في الحب بايقاعه في حبي وتعلق قلبه بي......حتى اني لم اعد افتح ايميلي القديم إلا لأسباب قليلة وتافهة.....ذات يوم حين فتحته وجدت رسالة من عمر......حين قرأت عنوان ايميله....لم افتح الأيميل...وقمت بمسح الرسالة....نعم هكذا يجب ان اكون...مصممة ولن اضعف امام الاعتياد....كلهم ليسوا رجالا ولا يستحقون....وها قد اعادني الله للطريق الصحيح وعوضني عن كل هؤلاء باسلام الرجل الحقيقي.....لذلك لن افعل اي شئ خطأ......
بدأت فصل جديد من حياتي.....غيرت حياتي تماما.....صار اسلام هو كل اسرتي....وصرت اهتم في جعل نفسي زوجة صالحة له....طبعا بدأت دورة مكثفة في تعلم فنون الطهي...وصرت اهتم بمشاهدة حلقات البرامج على التلفاز التي تهتم بالطهي......بقيت ايضا اهتم بجمالي كثيرا....وارتدي الوان جميلة لأن اهلي تركوا لي حرية الصرف بعد خطوبتي من اسلام حتى اظهر بشكل لائق.....بقيت اتحايل على ملابسي الفضفاضة وارتدي اشياء قريبة منها ولكن ليست عباءات بالمعنى ذات الوان مختلفة واشكال ورسومات......كان والدي له اعتراض عليها لأنها لافتة للنظر....ولكني لم اهتم لأني اردت ان الفت نظر اسلام واهتمامه اكثر واكثر....وبدأت اضع المكياج على استحياء.....بدت اهتم باسرة اسلام واتصل بهم من وقت لأخر صحيح اني لم اتمكن من الخروج كليا من قوقعتي وانطوائي......ولكني على الأقل حاولت ان اكون على ادنى درجة من الود....وحمدت ربي بيني وبين نفسي انه ليس له اخوات بنات حتى لا اضطر ان اصادقهم صداقة مقربة...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......كان اسلام يزورني في البيت مرة كل اسبوع ويجعل المكالمات الهاتفية يومية....وكان هذا الأهتمام يفرح قلبي جدا.....وذات يوم قال لي انه في الأيام القادمة يمضي اوقات اكثر في العمل نتيجة لوجود بعض الضغوط......فلن يستطيع زيارتي كما السابق ورؤيتي.....واضاف في اخر حديثه:
- يمكنني يا حبيبة ان اعوض هذا بان احادثك على عنوانك الألكتروني من عملي....بالمناسبة اعطيني اياه حتى اكلمك عليه......
شعرت ان لوني تغير....وحمدت ربي اني تصرفت من قبلها وعملت لنفسي عنوان جديد......لذلك حين ابعث له ايميلي يمكنني ان احداثه وانا مرتاحة البال......فاعطيته عنواني الألكتروني فعلا.....وقال لي ان احداثه غدا عصرا فسيكون متواجد او حين يدخل سيقوم بالأتصال بي على الجوال لأعرف انه دخل على النت........وفعلا اضفته واضافني وفي اليوم التالي رن علي فدخلت على النت ووجدته.....فقال لي كالمعتاد:
- اهلا بالحبيبة.....كيف انتي اليوم؟.....
- الحبيبة سعيدة جدا اليوم
- ويا ترى ما هو السبب؟
- انها تكلم حبيبها....(وجه خجول)
- من هو حبيبها؟....
- هههههههههههههههههههه....يا إلهي....الا تعرفه؟......عموما انا لي حبيب واحد فقط.....
- ومن هو.....
- اول حرف من اسمه الف......(وجه خجول)
- الف؟.....ايمن؟.....
- هههههههههههههههههههههههه......اسلام....
- اه اسمه اسلام مثل اسمي تقصدين؟.....
- يا إلهي ههههههههههههههههههه انه انت يا اسلام....انت وحدك.....
- يا حبيبتي.....نحن مخطوبان منذ شهر بالضبط.....ولكني كل يوم....اشعر ان مشاعري تجاهك تزداد بسرعة شهور وليس شهرا واحدا.....واشعر شيئا فشيئا اني ارتاح لك اكثر.....
- وانا ايضا يا اسلام......شعوري تجاهك يدفعني الى ان افعل اي شئ في سبيلك.....لأني اريد ان يكون ما بيننا هو اجمل شئ على الأطلاق....
- اني واثق ان ما بيننا لن يستطيع شئ في الكون ان يهدمه او يهزه.....
- افتح قلبك لي...واسكني فيه.....واحميني يا حبيبي.....
- (وجه خجول).....وبعدين معك.....انتي فياضة اليوم.....
- يعني لن تفتح لي قلبك يا حبيبي؟.....(وجه حزين)
- لقد فتح لك من اول مرة رأيتك يوم اخذت والدتي من المسجد يا حبيبة وانت تعلمين....لا تمارسي سحر دلع البنات علي..........ههههههههههههههه
- هههههههههههههههههههه.....حاضر يا حبيب فؤادي......
لم اكن اعلم ان اسلام يخجل من الكلام الحلو.....وقلت لابد وان العب على هذا الوتر....فاكون رقيقة معه جدا واتدلل عليه واغرقه بحبي و شيئا فشيئا سيحبني كثيرا....ظللت اتصل به في منتصف ساعات عمله...لأطمئن عليه...واستحلفه ان ينتبه لنفسه جيدا في عودته...واقول له الا يقلقني عليه فأنا سأموت لو حصل معه شئ......فشعرت كم لمست هذة الكلمات قلبه حتى اني في يوم لم اتصل فاتصل بي هو في نفس الموعد وقال لي :
- انتظرت اتصالك طويلا ولم تتصلي ماذا جرى....هل انت بخير يا حبيبتي؟......
اذن فهو يهتم بامر المكالمة في هذا الوقت بل انه ينتظره كل يوم.....هذا امر رائع.....يومها اخبرني ان احد اصدقاءه وجد له شركة يطلبون محاسبين.....فطلبته منه ان يصف لي مكانها حتى اذهب اليها ولكنه فاجأني حين قال:
- لا تقلقي حبيبتي انا ساخذكِ بنفسي غدا الى هناك واكون معك.....فهو يوم عطلتي وليس لدي محاضرات.....
- حقا ستأتي معي..؟....وتكون معي طوال الوقت....
- اظن ان هناك حبيبة واحدة في الكون...وهي لي وحدي ولابد ان افعل كل شئ لأجلها.......
- اتمنى ان يحفظك الله لي يا اجمل اسلام في الكون.....
- ويحفظك لي يا غالية....هيا استعدي للغد....
شعرت بنبرة صوته....تتحرك كمعزوفة موسيقة حين قال الجملة الأخيرة....شعرت اني افهمه واحسه فهو واضح بكل مشاعره امامي.....وشعرت ان حبه يكبر فداخلي شيئا فشيئا......
في اليوم التالي ارتديت افضل ثيابي ووضعت القليل من المكياج.....وخرجت له بابتسامة رقيقة جدا.....اخذني طبعا في سيارته بإذن من والدي......كان يسوق السيارة وينظر الي من حين لأخر بابتسامة رائعة....فأضحك بغنج والفت وجهي للأتجاه الأخر....وقد اعجبته اللعبة فصار يكررها...وانا اكررها....حقا لم اكن هكذا......لست ادري من انا......معه اشعر اني حرة من قيود كثيرة جدا.....قيود المجتمع والحرام والحلال ومن قيود خوفي وهلاوسي وخجلي......اني معه افضل مما كنت.....وهو سعيد بدلالي عليه ولكنه كان دوما يقول اني مختلفة كثيرا عما ظنني في البداية......ولكنه يحبني في كل الأحوال.....ذهبنا لمقابلة العمل سويا وانتظرني هو بالخارج لكن كالعادة لم احصل على الوظيفة.....فطمأنني وقال لي انه سيجد لي عملا آخر......وسار بالسيارة بنا في شارع واسع حيث الشمس تلاحقنا من خلف البنايات.....انظر اليها وانظر الى انعكاس لونها في عيني اسلام واراها بلون الذهب..... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......لم اشعر بهذا السلام في حياتي من قبل....ولم اشعر بمثل هذة السعادة....توقف اسلام بالسيارة عند احد محلات الاطعمة الخفيفة....جلب لي آيس كريم ومشروب غازي وجلب لنفسه نفس الشئ....ظللنا نأكل ونمزح.....لم اكن اجيد انتقاء الكلمات وانا اكلمه...فقد تعودت على براعة الكتابة ليس الحديث......لكن لم اهتم فقد كادت ابتسامتي تشق فمي.......عاد بي الى منزل والدي...وحين هممت بالنزول من السيارة قال لي:
- حبيبة.....قبل ان تذهبي....لدي ما اقوله....
- ما الأمر اسلام....قل ما تريد يا حبيبي.....
- حبيبة......لقد كانت نزهة اليوم رائعة جدا....لم اشعر بهذة السعادة من قبل.....بل انني لم اشعر بهذة المشاعر الرائعة من قبل.....ان الوقوع في الحب امر ساحر......
- هل تعني انك.....؟؟...
- اجل يا حبيبة.....اني واقع في حبك حتى النخاع.....اني احبك كثيرا.....لم اتخيل ان الحب جميل لهذا الحد.....اني محظوظ يا حبيبة......ستكونين زوجتي وانتِ حبي الأول......
لم استطع النطق بحرف فقد كنت في قمة السعادة....كنت اشعر اني في الجنة وكم كانت كلمة احبك صعبة على لأقولها في الواقع لشخص وانا انظر في عينيه....كلامه جعلني اشعر ببعض الذنب فلم يكن هو حبي الأول......كنت اشعر اني بطريقة ما اخدعه ولا ادري لماذا.....ابتسمت له ابتسامة ساحرة....ولم اتكلم فقال:
- الن تقولي شيئا؟....
- مثل ماذا؟.....
- لقد قلت احبك للتو....
- اذن؟......
- هيا يا حبيبة انتي تفهمين ما اعني......
- ........ساخبرك على النت.....باي....قد بحذر....
وقمت من مكاني وانا قلبي يدق بعنف.....وحين دخل على النت ليلا قلت له اول ما دخلت:
- من الآن فصاعدا سيكون صعبا علي ان اناديك اسلام.....
- لماذا يا حبيبة؟.....
- لأني احبك (وجه خجول)......ومن احبهم....يجب ان ادلعهم....ترى ماذا ساختار اسم دلع لك؟.....
- ماذا قلت في البداية؟....
- احبك....احبك يا اعز مالي بهذا الكون......انت لا تعرف كم احبك....
- حقا يا حبيبتي......ياه كلامك يزيد من ضربات قلبي.....انت رائعة اليوم......
- احبك.....وساناديك من الآن وصاعدا....امممممممم....بندق!!...
- هههههههههههههههههههه........ماذا قلت؟....بندق؟.....هههههههههه..... يبدو لطيفا لشخصية كارتونية......
- الم يعجبك؟.....(وجه حزين)..
- اتدرين.....لقد اعجبني......اذن ستناديني بندق؟....
- اجل يا بندق.....انت بندقي اللذيذ.....
- لا استطيع ان اتخيلك تنطقين الكلمة لتنادييني بها....لكن عليها ان تكون سرا بيننا لا تناديني بها امام الناس.....
- اوه....اصبح لدي انا وحبيبي اسرار تخصنا...يحفظها قلبي وقلبه.....كم احبك يا بندق......
انفلت مني زمام مشاعري...ولم اعد ادري ماذا افعل او ماذا اقول سوى ان اغرق اسلام بحب غير عادي.....لكنه فاجأني حين اتصل بي على الهاتف في اليوم التالي في الصباح الباكر.....فقلت له:
- مرحبا يا اسلام.....صباح الخير
- اسلام؟...من اسلام؟.....انا لا اعرف احدا بهذا الاسم.....ماذا حصل لبندق.....
- ممممممممم.....كفى لا تحرجني.....
- تدرين يا حبيبة.....لقد لاحظت انك شخصية مختلفة كثيرا على النت....تبدين اكثر انفتاحا ودلعا وحبا وقدرتك على التعبير اكبر وانت على النت.....اليس غريبا ان تكوني شخصيتين مختلفتين.....اتساءل عن السبب....
- انا...ساخبرك في وقت لاحق.....هل كنت تريد شيئا؟....
- لا فقط كنت مشتاقا لك......
- ......وانا ايضا....مشتاقة لك جدا....يا حبيبي......
- عودي للنوم حبيبتي......وساكلمك على النت ليلا.....
لم استطع اكمال النوم وانا افكر بكلام اسلام....حقا لقد تعودت على دور العاشقة الجريئة جدا على النت لدرجة اني اصبحت افعله تلقائيا بمجرد دخولي النت.....لقد قابلته بقناعي دون ارادتي.....لكني ما عدت ادرك ايهما حقيقتي......لقد اصبح تمثيلي جزءا مني وجزء متناقض من شخصيتي.... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......لا يمكنني التخلص منه.....ولا يمكنني اظهاره الا في السر.......حين حادثني اسلام على النت في الليل قلت له:
- لقد وحشني بندقي الحبيب......
- اوه اخيرا.....لقد عدتِ حبيبة.....هل يجب ان اكلمك بعد الزواج على النت حتى تبقين هكذا.............هههههههههههه
- اسفة يا حبيبي.....لقد ربيت على القمع.....والا اظهر اي شئ من انوثتي امام احد.....لذلك تعودت على هذا......انت لا تدري كم يصعب علي الحديث والرد على كلامك بكل مافيي من مشاعر وانا وانت وجها لوجه....لكن هنا على النت....الأمر اسهل بكثير....
- نعم اني افهمك......ولكن بما انك تعودت على عدم اظهار هذة الأشياء منك في الواقع....اذن كيف اصبحت هكذا على النت؟....
فهمت اين سيؤدي بنا السؤال فقد يسألني ان كنت قد احببت رجلا على النت من قبل وستكون هذة كارثة بمعنى الكلمة.....فقلت بسرعة:
- انا وصديقاتي كنا نلعب دوما هذة اللعبة على النت....التظاهر بما نريد ان نكون امام بعضنا على النت.....وقد اصبحت اجيد اللعبة.....
يالها من كذبة تافهة...اي غبي يمكن ان يدرك مدى تفاهة الكذبة.....لكن اسلام تصرف بشكل طبيعي واكمل كلامه في موضوع آخر....حينها فقط....عرفت كم يحبني اسلام...فهو يراني بقلبه لا بعقله.......كما كنت مع عماد.....انه لا يريد ان يفكر حتى في شئ سئ في.......وسأظل هكذا بداخله مهما اخفقت....لن يرى سلبياتي....لأن حبي اعماه....كان هذا يشعرني بالذنب اكثر واكثر....ولكني كنت كلما شعرت بالذنب ازيد من اغراقه في الحب......
انجبت آية صبيا.....كان جميلا جدا وكنت معها في يوم الولادة....شعرت كم هو امر صعب الحمل والولادة ولكن رؤية الطفل وهو صغير يعوض اي تعب والم.....تمنيت لنفسي طفلا من اسلام.......مرت عدة اشعر على خطوبتنا......كانت هذة الأيام اجمل ايام عمري......كنا نخرج كثيرا سويا.....ذات مرة سألني ماذا كنت اتمنى ان افعل حين اخطب....فقلت له ان اذهب للسينما مع خطيبي لمشاهدة فيلم رعب حتى يمكنني الأحتماء به وانا اشاهد الفيلم......فضحك من قلبه.....وفي نهاية الأسبوع حين زارني جاء لي بتذكرتين لحضور فيلم رعب.....ذهبت انا وهو واشترينا الفشار سويا لنأكله وبعد المشروبات.....كنا نضحك ونمزح معا.....اخبرته كم يعجبني القميص الذي يرتديه.....كنت احب ان افعل ذلك حتى ارى لون وجهه يتغير للون الوردي وينظر امامه بجدية...... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......حين شاهدنا الفيلم كدت ان اموت من الرعب....وكنت امسك بذراع اسلام طوال الوقت....وكلما صرخت كتم ضحكته وذكرني انها كانت فكرتي!!.....لقد كان يوما في منتهى الروعة......اذكر ايضا حين ذهبنا انا واهلي معه هو واهله الى النادي.....والتقطنا صور لنا معا......كان شعورا لا يوصف ان ارى نفسي بجانبه في صورة.....حقا كنا جميلين معا......كنت احب حين يتصل به وهو متضايق من عمله او متعصب من اي شئ....فاغرقه بحبي وحناني حتى يرتاح ويهدأ ليعود ليضحك من جديد.....كان دوما يقول لي اني سر تحمله لهذة الدنيا وسر سعادته...وكنت دوما اجيبه نفس الأجابة واقول له......انه سر خلقي وحياتي من الأساس.....وهذة المرة لم اكن اكذب......كنت اعنيها بكل قلبي....لقد تعلقت باسلام بشكل لا مثيل له.....ونسيت به كل ماهو قبيح في هذة الحياة....نسيت الماضي والمستقبل......واصبح كل تفكيري فيه وفي كيفية ارضاءه وجعلنا سعداء....كانت تلك هي حقا الجنة......
حين استيقظت هذا اليوم كان يوما مميزا.....لانه كان عيد ميلاد اسلام الذي كنت اجهز له منذ فترة......انا احب اعياد الميلاد واظهار الحب فيها اشتريت له افضل الهدايا وغلفتها باجمل ورق تغليف....وجلبت له كارت معايدة....كتبت له فيها كل كلمات الحب....كتبت له:
حبيبي بندق
اتذكر اول مرة ناديتك بندق؟......لقد كان يوما جميلا جدا حينها.....كل يوم معك هو اجمل ايام عمري يا اسلام......فقد جعلت لحياتي معنى......لن اقول احبك فهي لا تكفي....لن اقول لك اني اشتاقك وانت معي فهي ايضا لا تصف كل ما بداخلي.....افكر بيوم مولدك.....ذلك اليوم الساحر الذي خلقت فيه في الدنيا لاكملك......كم هي محظوظة الدنيا لأنها احتوتك قبلي بسنوات.....لن اضيع المزيد من السنوات بدونك.....فقط عشت اكون لك....وسأكون لك ما تبقي من حياتي.....كل عام وانت معشوقي.....كل عام وانت زوجي.....كل عام وانت والد طفلي المستقبلي.......كل عام وانت....بندقي......
زوجتك حبيبة......
وضعت الكارت بداخل الهدية.....وارتديت ثيابي وتزينت....وقررت مفاجأته في الصباح والذهاب الى كلية الزراعة مقر عمله.....كان الطريق طويلا لكني استمتعت بكل لحظة فيه وانا استرجع ذكرياتنا الرومانسية معا.....كل شئ جميل مررنا به.......حين كنت اخرج معه لأختيار ثيابه....وحين كنا نشتري شيئا لنضعه في بيتنا......وحين كان يرانا احد ويبارك لنا ويطلب منا ان نسمي اولادنا على اسمه......حين كنا نتكلم بصمت ونحن ننظر لبعضنا....... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......حين كنا نصحو من نوم قلق مفعم بشوقنا فيكلمني على هاتفي ويقول لي بصوت ناعس انه لا يستطيع النوم......ويطلب لي ان اغني له...كنت اضحك بخجل وانا اغني وادري ان صوتي بشع للغاية.....لكنه كان دوما يشجعني ويقول انه جميل جدا......كان كل شئ يصدر مني امام اسلام جميل لأنه يراني بعين الحب...انها المرة الأولى التي يحبني فيها شخص لذاتي في الواقع.....دون اي تكلف مني....ودون ان احاول ان اكون على افضل حالاتي.....لقد كان يحبني في كل الأحوال....كانت هذة نعمة لا يمكن ان تقدر بثمن......دخلت باب الكلية وسألت عن اسم اسلام فوجدته محبوب جدا حتى من اصغر عامل في المكان....وحين علم الناس اني خطيبته ظلوا يعاملوني باحترام شديد.....احببت اسلام اكثر حين رايت كل هذا.....دخلت مكتبه....كان يتحدث في الهاتف.....وحين رآني اشرق وجهه....وانهى المكالمة بسرعة.....ثم نهض وهو متفاجئ وصوته يهتز فرحة وقال:
- حبيبة؟.....لا اصدق ذلك.....اهلا بك حبيبتي....دعيني اطلب لك مشروبا......عم مرسي!!.....احضر لنا مشروبا مثلجا.....تفضلي اجلسي يا حبيبتي......
- كل عام وانت بخير يا حبيبي...عيد ميلاد سعيد.....تفضل
- اوه....اجل!!.....لقد تذكرتِ اذن.....طبعا وكيف لك ان تنسي فأنت تحبين اعياد الميلاد للغاية اليس كذلك......كل هذة الهدية لي؟.......كم انا محظوظ.....سافتح وارى ما فيها.....
فتحها اسلام بحذر شديد دون ان يتلف ورقها....كنت احب تهذيبه الشدي,.....وجد انها ربطة عنق بلون بني.....فقال:
- ياه انها مذهلة.....انها حقا تناسب ذوقي كثيرا....وستكون مناسبة لبذلتي البنية الجديدة.....كم انت رائعة يا حبيبة....
وفتحها فوجد الكارت بالداخل ففتحه فنهضت من مكاني بسرعة وامسكت يده وقلت بخجل:
- ارجوك....اقرأها حين رحيلي.....اني اشعر بالكسوف....
- حقا؟....لا بأس سافعل كما تأمرين.....ولو اني اكاد احترق شوقا لمعرفة ماذا كتبت لي.....دعيني البس هذة الربطة.....
- ولكن لونها لا يناسب ملابسك يا حبيبي انت ترتدي ملابس بلون ازرق.....
- لا يهم......اريد ان ارتديها.....ثم ان اللون البني يليق بالأزرق....وانا هنا الرئيس ويمكنني ان افعل ما اريد.....
اكمل ارتدائها وربطها ونظر الي في انعكاس المرآة وقال لي:
- كيف ابدو؟....
- تبدو رائعا جدا....
- رائعا فقط؟...
- هههههههه....رائع....وسيم....
- لم اسمع جيدا!!.....
- وسييييييم.....وسيم جدا.....
فابتسم لي بكل الحب الذي في الكون والتفت لي وامسك بيدي...ثم رفعها الى شفتيه وقبلها....مثل اجمل احلامي تماما وقال.....:
- شكرا لك يا حبيبتي الرائعة....اترين كما انا محظوظ بك.....لكني سأرد لك كل هذا في عيد ميلادك اعلم انه بعد شهرين من الآن......وساجعله اجمل عيد ميلاد لك بحياتك.....اعدك.....اني....اني اعشقك يا حبيبة....
- وانا اعشقك.....يا.....
- قوليها ايتها المشاكسة....
- هههههههههههههههههه.....اعشقك يا....بـ.....نـ.....ـد....ق......
- كم هي رائعة منك هذة الكلمة.....
كانت تلك اللحظة الساحرة هي اجمل ما مررت به في عمري.....ولو كان لدي آلة الزمن تعيدني لحيث اريد من احداث حياتي لأخترت هذة اللحظة لأعيشها مرارا وتكرارا......فلم يكن هناك قلب سعيد ومرتاح مثل قلبي في تلك اللحظة.....
فجأة سمعنا طرقا على الباب فترك اسلام يدي وفتح الباب....فجاء احد زملاءه بالعمل.....وظل يتحدثان عن محاضرة يجب ان يتغير ميعادها....فقام اسلام بتعريف الشاب علي وقال:
- هذا صديقي وزميلي مجدي.....مجدي هذة خطيبتي حبيبة...
- اهلا بك آنستي....
لكنه حين سلم علي ظل يمعن النظر في وجهي بشكل غريب....وقال لي:
- اذا سمحتِ لي....هل التقينا من قبل يا آنسة حبيبة؟....
- لا.....لماذا؟.....
- ملامحك مألوفة جدا لدي.....اشعر اني حادثتك من قبل او قابلتك لست ادري......ماذا تعملين....
فقام اسلام بالرد بالنيابة عني وقال:
- الا تذكر اني اخبرتك ان تجد لها عملا انها خريجة تجارة انجليزية.....
- اوه صحيح....انا فعلا واثق اني قابلتك من قبل....سأتذكر في وقت لاحق لا تهتمي .....
- الآن حبيبة تعالي سأوصلك للبيت.....
- لا ليس مهما يا اسلام....ساذهب بنفسي فانا ذاهبة لزيارة والدتك اليوم كما تعلم...
- اوه اجل صحيح.....اذن انتبهي لنفسك....
رحلت وانا لا ادري لما اشعر بانقباض في قلبي....لا استطيع ان انكر اني ايضا اشعر اني رايت هذا الرجل من قبل.....يبدو مألوف جدا لدي ولكني لا اعرف كيف......اصراره على انه رآني وقابلني جعلني اشعر بخوف ولا ادري سببه.....كنت افكر بهذة الامور طوال الطريق حتى وصلت لبيت حماتي.....ظللت اتحدث معها...كان في زيارتها بعض صديقاتها فقدمتني إليهن وظلت تتحدث عني....بينما جلست انا في طرف الغرفة بصمت.....كنت احب النظر حولي كلما دخلت بيت اسلام لأنه البيت الذي نشأ به.....كنت احب تخيله يسير في ارجاء المنزل.....ثم وقع عيني على البوم صور بجانب التلفاز.... مؤلفة الرواية ياسمين ثابت او امرأة من زمن الحب......فمددت يدي لألتقاطه......وحين فتحته....وجدت انه البوم خاص بصور اسلام.....شعرت بالفرح الشديد....نظرت لحماتي فوجدتها منشغلة عني....فظللت اتصفح صور اسلام بشغف......صور طفولته رائعة....كم يبدو وسيما بملابس المدرسة.....في الثانوية كان شعره اكثر طولا وكثافة...كم هو وسيم.....وجدت صورا له وهو طالب في الجامعة.....وصور له في بعض الرحلات....كانت صور في قمة الروعة.....ثم قلبت الصفحة فتوقفت عيني على صورته مع ذلك الشاب مجدي.....وهنا فقط توقف قلبي كليا عن النبض.....وضعيته في تلك الصورة...وشكل وجهه ذكرني بكل شئ.....اني اعلم اين قابلت مجدي...على موقع الزواج....لقد سبق وتحادثنا....واريته صورتي واراني صورته......لا اذكر كيف انتهينا ولكني اذكر اننا زهقنا من بعضنا ولم نعد نتحدث....يا الهي.....ماذا افعل...ماذا افعل....يجب ان افعل اي شئ....لا يمكن ان يعرف اسلام بهذا....سيتدمر كل شئ بحياتي.......يا الهي انقذني من هذة الورطة......